تُنظِّم المدن التونسيَّة إضرابًا عامًا احتجاجًا على مقتل عشرات الأشخاص في المظاهرات التي تشهدها البلاد، والتي امتدت إلى ضواحي العاصمة التونسيَّة بسبب تفشِّي البطالة، وذلك رغم محاولة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي امتصاص غضب الشارع عن طريق إقالة وزير داخليته رفيق الحاج قاسم وتعيين أحمد فريعة عوضا عنه، والإعلان عن إطلاق سراح كافة المعتقلين الذين تم اعتقالهم على خلفية الاحتجاجات، كما أمر الرئيس التونسي بتشكيل لجنة وطنية للتحقيق في مزاعم الفساد بن علي يأمر بالتحقيق في الفساد والإعلان عن إطلاق المعتقلين أعلن الوزير الأول التونسي، محمد الغنوشي، في ندوة صحفية بتونس أمس الأربعاء، أن الرئيس بن على عين أحمد فريعة في منصب وزير الداخلية والشؤون المحلية المقال. كما أعلن الغنوشي أن الرئيس بن علي قرر إطلاق جميع الأشخاص الذين تم إيقافهم خلال الأحداث المؤلمة التي شهدتها مناطق بتونس ب”استثناء” من ثبت في حقهم القيام بعمليات تخريب وحرق للممتلكات الخاصة والعامة. كما أكد الوزير الأول التونسي قرار تشكيل لجنة تحقيقات حول التجاوزات التي ”يمكن أن تكون قد حصلت” خلال هذه الأحداث وكذا تشكيل لجنة تحقيق ثانية تنظر في قضايا الرشوة والفساد. إضراب عام بتونس والمظاهرات تمتدّ لضواحي العاصمة وقرَّرت هيئات ”الاتحاد العام التونسي للشغل” تنظيم إضراب عام، أمس الأربعاء، في القصرين وصفاقس وقابس، بينما يتم تنظيم إضراب مماثل اليوم الخميس في محافظتي القيروان وجندوبة. أما في تونس العاصمة، فتقرَّر أن يكون الإضراب العام بعد غد الجمعة. ويأتي هذا الإضراب في الوقت الذي أكَّدت مصادر إعلامية أن مظاهرات واشتباكات اندلعت مع الأمن في أحياء العاصمة التونسيَّة، فيما أطلقت الشرطة أعيرة نارية تحذيريَّة في محاولة لتفريق المتظاهرين. وشملت الاشتباكات أحياء التضامن والانطلاقة بالعاصمة، واشتبك محتجون مع الشرطة، وهاجموا مباني في حي التضامن رغم مطاردات الشرطة بالهراوات وفقا لما نقلته مصادر إعلامية. وفي مدينتي تالةوالقصرين أمرت قوات الأمن الناس عبر مكبّرات الصوت بملازمة بيوتهم، قبل أن تشنّ حملة اعتقال واسعة، وفي الوقت نفسه سجّلت عملية انتحار جديدة في سيدي بوزيد لخريج جامعي عاطل عن العمل. وفي السياق ذاته، أعلنت الحكومة التونسيَّة أن عدد قتلى الاحتجاجات الاجتماعيَّة في تونس خلال الأيام الثلاثة بلغ 21 قتيلًا، واصفةً التقارير التي تشير إلى أن العدد أكبر بأنها خاطئة. وكانت الفيدراليّة الدوليَّة لحقوق الإنسان والاتحاد العام التونسي للشغل ذكرا في وقتٍ سابق أن عدد القتلى بلغ خمسين شخصًا. الشرطة تمنع تظاهر الصحفيين وتعتدي على فنانين كما منعت الشرطة بالعاصمة التونسيَّة، الثلاثاء، الصحفيين من التظاهر أمام مقرّ نقابتهم للتعبير عن احتجاجهم على قتل المدنيين بالرصاص في مدن. واعتدت قوات الأمن على مجموعة من الفنانين حاولوا التظاهر رمزيّا وسط العاصمة. وكانت السلطات التونسية قد قرَّرت، في وقتٍ سابق الإثنين، إغلاق كافة المؤسَّسات التعليميَّة لمدة غير محددة. وأشارت مصادر نقابيَّة إلى أن الاحتجاجات شملت مدن بن قردان وباجة التي تَمَّ فيها إحراق مقرّ أمني ومقر للحزب الحاكم، كما أكَّد شهود عيان أن إضرابًا عامّا شلَّ مدينة الرقاب. مطالب نقابية بمحاسبة من أطلق النار وعلى صعيد آخر، طالب الاتحاد العام التونسي للشغل في بيان له بضرورة تشكيل لجنة لتقصي الحقائق لمحاسبة كل من أطلق الرصاص الحي على المتظاهرين في الجهات المعنية، كما دعا إلى ضرورة السحب الفوري لفيالق الجيش من المدن والشوارع، وإلى فك كل أشكال محاصرة الأمن لبعض المناطق الداخلية.