إمتدت الاضطرابات الاجتماعية والاحتجاجات الجماهيرية التي تشهدها بعض المناطق من تونس منذ اكثر من ثلاثة اسابيع لتشمل غرب العاصمة. وقد انتشرت وحدات الجيش التونسي اليوم الاربعاء في تونس العاصمة التي ارتفعت بها حدة التوتر غداة المواجهات التي تمت ليلة أمس بين الشرطة والمتظاهرين في الضاحية الغربية للعاصمة. وظهرت لاول مرة تعزيزات عسكرية وجنود مسلحين وشاحنات وسيارات مصحفة ومدرعات في العاصمة منذ اندلاع المواجهات التي تشهدها تونس منذ اربعة أسابيع في اعقاب قيام الشاب الراحل محمد بوعزيزي( 26 سنة) على الانتحار حرقا للاحتجاج على البطالة وغلاء المعيشة. وقد أقال رئيس الجمهورية التونسية زين العابدين بن علي اليوم الاربعاء وزير الداخلية والشؤون المحلية التونسي رفيق الحاج قاسم على خلفية هذه الاحداث التي تشهدتها تونس. و أعلن الوزير الاول التونسي محمد الغنوشي ان الرئيس بن على قد عين أحمد فريعة في منصب وزير الداخلية والشؤون المحلية المقال. كما أعلن الوزير الاول التونسي في ندوة صحفية ان الرئيس بن على قرر اطلاق جميع الاشخاص الذين تم ايقافهم خلال الاحداث التي شهدتها تونس ب"استثناء" من ثبت في حقهم القيام بعمليات تخريب وحرق للممتلكات الخاصة والعامة. كما اكد الوزير الاول التونسي قرار تشكيل لجنة تحقيقات حول التجاوزات التي"يمكن ان تكون قد حصلت" خلال هذه الاحداث وكذا تشكيل لجنة تحقيق ثانية تنظر في قضايا الرشوة والفساد. وقد اسفرت هذه الاضطرابات لحد الان عن وقوع 21 قتيل حسب تصريحات وزير الاتصال والناطق باسم الحكومة التونسية سمير العبيدي بينما اكدت العديد من المصادر النقابية والحقوقية التونسية استنادا إلى مصادر طبية واستشفائية ان حصيلة القتلى تكون قد بلغت 50 قتيلا. وبالنظر إلى استمرار الازمة في تونس وازدياد حدتها وانعكاساتها الخطيرة على امن البلاد القى الرئيس التونسي- للمرة الثانية منذ اندلاع هذه الاحداث - خطابا وصف فيه ما يجري في بلاده بأنه "عمل إرهابي" معلنا في نفس الوقت عن جملة من القرارات والإجراءات العاجلة الرامية إلى معالجة جذرية لمشكلة البطالة في تونس من ضمنها التعهد بتوفير نحو 300 ألف منصب عمل خلال عامي 2011 -2012 والتحضير لعقد ندوة وطنية خلال شهر فبراير القادم يتم فيها طرح انشغالات كل الفئات والشرائح الاجتماعية مع اقتراح التصورات الكفيلة بدفع ديناميكية التشغيل. وفي معرض حديثه عن المشاكل التي تعاني منها المناطق الداخلية ركز على ضرورة إعطاء دفع جديد للإعلام الجهوي عبر تخصيص مساحات يومية بالتلفزة والإذاعات لكل الولايات بما يفسح فضاءات اكبر للتعبير عن مشاغل المواطنين وطموحاتهم ويواكب واقع الحياة بالجهات والمناطق الداخلية. ومن اجل دفع ديناميكية التشغيل قدما إلى الامام اعلن رئيس الدولة التونسي عن قرار إعفاء كل مشروع جديد من شانه تشغيل المواطنين من الضريبة على الأرباح وذلك لمدة عشر سنوات كما دعا الأولياء وسائر المواطنين إلى الحفاظ على أبنائهم من هؤلاء " المشاغبين والمفسدين " بتكثيف الإحاطة بهم وتوعيتهم بمخاطر توظيفهم واستغلالهم من قبل هذه المجموعات المتطرفة. لكن بعض الاحزاب المعارضة علاوة على العديد من المنظمات الغير حكومية اعربت عن " خيبة كبيرة " بعد الخطاب الرئاسي الذي - حسب تصريحاتها- " لم يرق لمستوى الازمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ولا إلى تطلعات المواطنين" مطالبة في ذات الوقت " باستقالة الحكومة بعد الاضطرابات الاجتماعية التي لم يسبق لها مثيل في تونس". والجدير بالذكر ان تونس تعيش منذ اكثر من ثلاثة اسابيع على وقع غليان شعبي واصطدامات دامية عنيفة طالت خاصة ولاية سيدي بوزيد وولاية القصرين في اعقاب قيام الشاب الراحل محمد بوعزيزي( 26 سنة) على الانتحار حرقا واقدام شاب اخر حسين ناجي( 24 عاما) على الانتحار بواسطة صدمة كهربائية وعلى اثرها لم تهدا الاصطدامات العنيفة منذ ذلك الحين مما اسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى بعد ان لجات اجهزة الامن إلى استخدام الاسلحة النارية والذخيرة الحية لتفريق المتظاهرين وفض المشادات.