يعيش أغلب الفنانين الجزائريين وبعض المنتجين، مطلع هذه السنة، حالة من الفوضى والقلق والخوف، من تكرار سيناريو السنة الفارطة، الذي كلف العديد خسائر مادية ومعنوية كبيرة، بعد اكتساح السوق الوطنية بالأغاني الرياضية التجارية التي صدرتّ أغلبها كأغاني منفردة، فيما غابت أغلب الأصوات الفنية طوال أيام السنة الفنان الجزائري بين متردد وخائف من طرح جديده وهو ما جعل هؤلاء يبادرون بتقديم جديدهم الفني في حفلات رأس السنة، ما سهل من مهمة قراصنة ال CD للإيقاع بهؤلاء وتهريب أحدث أغانيهم قبل صدورها وبيعها في الأسواق بسعر لا يتجاوز ال 50 دج لCD الواحد. براعة هؤلاء القراصنة في سرقة الأغاني قبل طرحها من قبل شركات الإنتاج الراعية للفنانين الجزائريين، والإسراع في طرحها بالأسواق، يحقق لهم الربح السريع، خاصة إذا نظرنا إلى كون الساحة الفنية الوطنية تعرف ركودا حاداً خلفته زوبعة الأغاني الرياضية التي زلزلت الساحة الفنية مطلع السنة الفارطة مع نجاحات ”الخضر”، وسرعان ما انطفأ بريقها وبريق الأغنية الرياضية بمختلف طبوعها مع الإخفاقات المتكررة للمنتخب الوطني.. وأصبح الترويج لأي عمل فني جديد في تلك الفترة صعبا للغاية، ما دفع العديد من الفنانين إلى التريث في طرح جديدهم وانتظار حفلات رأس السنة لتعويض خسائر السنة. وفي حديث ل”الفجر” مع عدد من المطربين الجزائريين، أبدى أغلبهم تخوفا من موسم فني متذبذب كسابقه، خاصة أن أغلب شركات الإنتاج قررت التأخر في طرح جديد مطربيها حتى انقضاء الأشهر الأولى من السنة، تزامنا مع انتشار جديدهم في مختلف الأسواق وبالتحديد بائعي الأرصفة الذين يمكنون الجمهور الجزائري من الحصول على آخر الإصدارات الفنية الجزائرية والعربية والأجنبية، بأسعار منخفضة جداً لا تتعدى ال50 دج. وقد أكد لنا هؤلاء أثناء جولة قادتنا إلى مختلف البائعين ببعض أحياء العاصمة، أن لا دخل لهم في من يتهمهم بالقرصنة وتكسير سوق الفن وتخريب شركات الإنتاج الفني الوطنية، ذلك أنهم ليسوا من يقوم بعملية القرصنة، بل هم يقتنون السلع من بعض الأشخاص المعروفين وهو ينشطون بكثرة في المدن الداخلية والغربية للوطن، حيث يبيعهم هؤلاء السي دي الواحد بسعر لا يتعدى ال30 دج، فيما يضيفون هم هامش الربح المقدر ب 20 دج. فيما قال آخرون إن المواطن الجزائري يفضل أن يقتني شريط فنانه المفضل ب50 دج، على أن يقتنيه ب150 دج، وهي قيمة السي دي الأصلي، أما هم فتجار وعليهم أن يواكبوا التطورات الحاصلة في المجتمع الجزائري. فيما يرفض هؤلاء أن يتخلوا عن مهنتهم هذه ما لم تتخل الشركات المنافسة لشركات الإنتاج الفني عندنا على قرصنة أغاني نجوم الشركات الأخرى. وبين هذا وذاك يقع العبء الثقيل على عاتق الفنان وحده، خاصة بعد اتخاذ شركات الإنتاج الوطنية العديد من الإجراءات للحدّ من نسبة الخسائر التي تلحق بهم سنويا، ومن بين هذه الإجراءات تقليص عدد الفنانين الذين تتعاقد معهم سنويا، واحتكار الأسماء الرائدة في المشهد الفني عندنا، كما أصبحت تتريث في طرح أعمالهم الفنية، بعدما أصبحت ظاهرة قرصنة الأغاني لا تطال الألبومات الجاهزة فقط بل حتى الحفلات التي عادة ما يفضل الفنانون تقديم أحدث أغانيهم فيها. وفي سياق متصل، تحدثنا مع بعض بائعي أشرطة الكاسيت وال CD، ببعض أحياء العاصمة، حيث عبر لنا هؤلاء أن موجة بائعي الأرصفة وأصحاب الألبومات المقرصنة تجعل مبيعاتهم لا تتعدى 10 سيديهات في اليوم على أقصى تقدير، لذلك فهم يطالبون بدورهم بحمايتهم من حالة الفوضى التي تشهدها الساحة الفنية منذ فترة، خاصة مطلع كل سنة، وفي فصل الصيف أين تكثر الأعراس والحفلات. وعن جديدهم الذي يلقى رواجا كبيراً في هذه الأيام، قال هؤلاء في حديثهم ل”الفجر”، إن الألبوم الأخير لنجمة الحوزي زكية قارة تركي، هو الأكثر طلباً، فيما يتربع نجم أغنية الشباب كادير الجابوني على الأغاني الأكثر طلبا في السوق، مع أن هذا الأخير لازال لم يطرح عمله الجديد بعد، فيما يواصل ألبوم نجم الراب لطفي دوبل كانون الموسوم ب”مبروك عليك يا مصر”، نجاحه واستقطابه للعديد من محبي أغاني الراب.