تأسفت نقابات قطاع التربية لاتهامات وزير الشؤون الدينية التي حمل فيها الأساتذة مسؤولية أحداث الشغب الأخيرة، والنقابات على وجه الخصوص، التي قال عنها إن تتهافت على أموال الخدمات الاجتماعية وتناست التلاميذ ومستواهم المتدني ومشاكل المناهج وتساءل الشركاء الاجتماعيون في قطاع التربية عن دور وزارة غلام الله في إيقاف الاحتجاجات والانزلاقات بالنظر لمفاتيح الجنة والنار التي تمتلكها مختلف المؤسسات التي تنتمي للقطاع. أكد المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني”الكناباست” في بيان استلمت”الفجر” نسخة منه، أن المدرسة الجزائرية ليس دورها تأطير الشباب، وحل مختلف المشاكل التي يعانون منها، معتبرا أن هذه المهمة من أولويات الدولة التي من واجبها فتح المجال للتعددية وتشجيع التنظيمات ذات المصداقية الميدانية، وقبول الحوار مع الأكفاء عوض تشجيع الزبانية والبزنسة والموالاة. واعتبر موقع البيان، بوديبة مسعود، ما تداوله وزير الشؤون الدينية والأوقاف، أبو عبد الله غلام الله، من تصريحات صحفية يوم الأربعاء المنصرم حول موقفه عن موجة الغضب والعنف التي اجتاحت مختلف مناطق الوطن، والتي وجه من خلالها أصابع الاتهام إلى الأساتذة، كدليل على فشل السياسات الاقتصادية، قائلا” انه لا يمكن تغطية هذا الفشل بالاتهامات الوهمية أو اتباع سياسة الهروب إلى الأمام، وإنما يتطلب شجاعة وإرادة واعتراف، وفتح المجال لأهل الاختصاص وإطارات المجتمع المدني، ونقاش وحوار اجتماعي حقيقي، بإشراك الشركاء الاجتماعيين الفاعلين حقيقة في الميدان. وأضاف بوديبة “نحن نتساءل دائما كيف لوزارة تملك مؤسسات بيدها مفاتيح الجنة والنار، ورغم ذلك لم تستطع إيقاف الاحتجاجات والانزلاقات”، متأسفا لاتهامات المسؤول الأول عن قطاع الشؤون الدينية، بالرغم أن بعض المسيرات وأعمال الشغب - حسبه - تمت بعد صلاة الجمعة، قائلا “هل يحق لنا أن نقول إن وزارة الشؤون الدينية هي من يقف وراء ذلك ؟”. وأشار المكلف بالإعلام على مستوى”الكناباست” للدور الحقيقي للنقابات، حيث صرح أنها وجدت لتدافع على المطالب المهنية والاجتماعية والطرق البيداغوجية وطرائق التدريس وحق التكوين ووسائل العمل، فيما حمل مسؤولية مهمام المنظومة التربوية أو الإصلاحات للمجتمع بكامله. من جهتها، استنكرت النقابة المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني”السناباست” تصريحات غلام الله، وتساءلت بدورها عن دور وزارته في معالجة مشاكل الشباب والعلل الاجتماعية في ظل انتشار الفساد، مذكرة في بيان لها وقعه الناطق الرسمي مزيان مريان، عن موقفها من أعمال الشغب والعنف الصادرة عن المحتجين عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية واسعة الاستهلاك، حيث أكدت تنديدها بأعمال التخريب التي طالت المؤسسات التربوية، والمباني التي ستنعكس سلبياتها على الفقراء، محملة المسؤولية للسلطات العمومية التي ترفض الحوار الاجتماعي وتمنع الحرية. وأكد مزيان أنهم دائما ينددون بأعمال الشغب التي عاشها الجزائريون، وكذا نبذ الآفات الاجتماعية التي يتخبط فيها الشباب قائلا “إن الأساتذة الجزائريين ضحوا بثمن غال خلال العشرية السوداء” مستفهما من غلام الله هل اتهاماته هو الجميل الذي يرده للأستاذ بعد كل هذه التضحيات، وبعد مهنته النبيلة؟