عبرت نقابات التربية الوطنية عن امتعاضها من التصريحات الأخيرة لوزير الشؤون الدينية والأوقاف عبد الله غلام التي اتهمها فيها بالعجز عن تأطير الشباب، والركض وراء المطالب المادية فقط، وقد دعت النقابات غلام الله إلى الكف عن البحث عن كبش فداء للأحداث والقيام بدوره كممثل حكومة في فتح نقاش مفتوح لعلاج الأزمة، مؤكدة أن العديد من أعمال الشغب والاحتجاجات انطلقت بعد صلاة الجمعة ومن المساجد دون أن يتم اتهام الوزارة بالوقوف ورائها. تساءل المكلف بالإعلام على مستوى المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ''الكناباست''، المسعود بوديبة، في تصريح ل ''الجزائر نيوز'' عن كيف أقدم وزير الشؤون الدينية والأوقاف عبد الله غلام الله على مسح ما أسماه ''الموس'' في النقابات واتهامها بالمساهمة في أحداث الشغب الأخيرة، وذلك من خلال اهتمامها فقط بالمطالب المالية، بالرغم من كون بعض المسيرات وأعمال الشغب سابقا تمت بعد صلاة الجمعة، وانطلق بعضها من المساجد ولم يتم اتهام وزارة الشؤون الدينية بالتسبّب فيها؟ وأضاف بوديبة أن ما صرح به الوزير يعد محاولة منه لإيجاد كبش فداء للأحداث الأخيرة وتملصه من مسؤولياته في هذه المهمة باعتباره عضوا من الطاقم الحكومي، مشيرا إلى أن غلام الله أخطأ الهدف، فعوض البحث عن كبش فداء، لا بد أن يتحمل مسؤولياته في إطار الحكومة للقيام بدراسة علمية وفتح نقاش لإيجاد علاج لهذه الظاهرة. وذكّر المتحدث غلام الله بالمهام النبيلة التي يقوم بها الأساتذة، كما أضاف بوديبة، أن المعلمين والأساتذة دفعوا ضريبة ثقيلة خلال العشرية السوداء، وكانوا يؤدون مهامهم بين الحياة والموت ولا أحد مخول لأن يعطيهم دروسا في المواطنة والوطنية، علما أن المجلس الوطني -حسبه- كان ضد أحداث الشغب الأخيرة، وشجب أعمال التخريب التي طالت المدارس والثانويات وكل الممتلكات العمومية، موضحا أن المسؤولية تتحملها السلطات العمومية لعدم اكتراثها وغطرستها أمام تمرد أنذرت به عدة مؤشرات، وتساءلت النقابة عما قام به وزير الشؤون الدينية لإنقاذ الشباب الجزائري. وقال بوديبة إنه على غلام الله أن يعلم أن فشل السياسات الاقتصادية لا يمكن تغطيته بالاتهامات الوهمية أو إتباع سياسة الهروب إلى الأمام، وإنما يتطلب شجاعة وإرادة واعترافا من طرف الحكومة بضرورة فتح المجال لأهل الاختصاص وإطارات المجتمع المدني وفتح نقاش اجتماعي حقيقي بإشراك الشركاء الاجتماعيين الفاعلين حقيقة في الميدان، مضيفا أن مسألة المنظومة التربوية والإصلاح التربوي فهي من مهام المجتمع بكامله.