امتعضت نقابات التربية من التصريحات الأخيرة التي أدلى بها وزير الشؤون الدينية والأوقاف، أبوعبد الله غلام، التي اتهم فيها النقابات بعجزها عن تأطير الشباب والركض وراء أموال الخدمات الاجتماعية. ودعت النقابات غلام الله إلى الكف عن محاولة البحث عن كبش فداء تلصق به أسباب اندلاع الأحداث والقيام بدوره كممثل للحكومة في فتح نقاش مع جميع الأطراف لعلاج الأزمة، مشيرة إلى أن العديد من أعمال الشغب والاحتجاجات انطلقت بحسبها بعد صلاة الجمعة من المساجد دون أن يتم اتهام الوزارة بالوقوف ورائها. قال المنسق الوطني لنقابة ''سنابست''، مزيان مريان، إن خرجة غلام الله الأخيرة و''مسحه موسى'' أحداث الشغب الأخيرة في النقابات، هي محاولة لتملصه عن مسؤولياته في هذه المهمة باعتباره عضوا من الطاقم الحكومي، وقال المتحدث إن غلام الله أخطأ الهدف فكان عليه عوض البحث عن كبش فداء تحمل مسؤولياتها في إطار الحكومة للقيام بدراسة علمية وبفتح نقاش مفتوح لإيجاد علاج لهذه الظاهرة. وذكّر مريان الوزير غلام الله بالمهام النبيلة التي يقوم بها الأساتذة والتي حملتها الرسالة الربانّية وهي ''اقرأ''، مضيفا أنه على الوزير أن يعلم أن الأساتذة مع السلم الاجتماعي من أجل تنمية البلاد وضمان عدالة اجتماعية وهم ضد السلم الاجتماعي من أجل استدامة الظلم والحرمان، مشيرا ايضا الى أن المعلمين والأساتذة دفعوا ضريبة ثقيلة خلال العشرية السوداء، وكانوا يؤدون مهامهم بين الحياة والموت ولا أحد مخول لأن يعطيهم دروسا في المواطنة والوطنية، على حد تعبير المتحدث، مضيفا أن النقابة كانت ضد أحداث الشغب الأخيرة، وشجبت أعمال التخريب التي طالت المدارس والثانويات وكل الممتلكات العمومية. وأكد ''سنابست'' أن المسؤولية تتحملها السلطات العمومية لعدم اكتراثها لحالة التمرد التي أنذرت بها عدة مؤشرات. من جهته، تساءل المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني (''كنابست)، على لسان مكلفه بالإعلام مسعود بوديبة، عما وصفه جرأة غلام الله في مسح ''الموس'' في النقابات على الرغم من كون بعض المسيرات وأعمال الشغب سابقا تمت بعد صلاة الجمعة، وانطلق بعضها من المساجد ولم يتم اتهام وزارة الشؤون الدينية بالضلوع فيها، على حد تعبيره. وأكد بوديبة أن دور النقابة هو الدفاع عن المطالب المهنية والاجتماعية والطرق البيداغوجية وطرائق التدريس وحق التكوين، أما قضية المنظومة التربوية والإصلاح التربوي فهي من مهام المجتمع بكامله.