برمجت أحزاب التحالف الرئاسي، عقد لقاء طارئ، يخصص لمناقشة خلفية وأسباب الاحتجاجات العنيفة التي هزت عدة ولايات من الوطن في الفترة الأخيرة، وكذا لتقديم تصور مشترك بين الأطراف الثلاثة لحل المشاكل واقتراح برامج تعنى بالشباب لأفالان والإصلاح يرحبان بندوة حمس والأفانا يربط مشاركته بجدول أعمالها حيث يبقى موعد انعقاد اللقاء مرتبط حصريا بأجندة الوزير الأول أحمد أويحيى، وهي قمة ليست بمعزل عن الحرص الذي توليه رئاسة الجمهورية للأحداث. حسب تصريح الناطق الرسمي لحزب جبهة التحرير الوطني، عيسى قاسة، ل”الفجر”، فإن لقاء أحزاب التحالف استدعته المستجدات التي ميزت الساحة الوطنية مؤخرا، وآثارها على البلاد في الداخل والخارج، مشيرا إلى أن قادة التحالف سيعكفون على وضع تصور مشترك واقتراح حلول كفيلة بضمان استقرار الأوضاع وتحديد المسؤوليات، مضيفا أن اللقاء سيعمل على وضع نظرة استشرافية للمرحلة المقبلة، تمنع تجدد أحداث الشغب أو العنف مستقبلا، بالإضافة إلى الحديث عن دور الأحزاب، خاصة وأن هذه الأخيرة من معارضة إلى أحزاب مساندة، بقيت طيلة ثلاث أيام من الغليان مكتوفة الأيدي واكتفت ببيانات التشجيب والاستنكار عبر الفاكس. وواصل الناطق الرسمي للأفالان، بأن تاريخ عقد اللقاء بين أحزاب التحالف، يبقى بدرجة أولى مرهونا بارتباطات الوزير الأول والأجندة التي بين يديه، باعتباره يشغل منصب مسؤولية في الدولة، قبل صفة الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، وعلى هذا الأساس، يضيف المتحدث، ترك شريكاه في التحالف الرئاسي حمس والأفالان، حرية اختيار تاريخ اللقاء لأحمد أويحيى، متوقعا أن يكون الموعد بعد إجراء الانتخابات الخاصة بالمجلس الدستوري بغرفتي البرلمان وعملية تجديد هياكل مجلس الأمة، أي الأسبوع المقبل. وفي سياق آخر، رد قاسة عيسى، على سؤال ل”الفجر” متصل بدرجة قبول حزب جبهة التحرير الوطني، دعوة حركة مجتمع السلم لتنظيم ندوة وطنية تجمع الأطياف السياسية والجمعيات للإيجاد حلول للوضعية الراهنة وتقديم اقتراحات لحل المشاكل المطروحة، بأن الافالان لم يتلق أية دعوة في هذا الشأن، وأشار إلى أن الحزب لا ينزعج أبدا من المشاركة في جميع اللقاءات التي من شأنها تقديم خدمة للمواطن والوطن، خاصة وأنها جاءت من طرف حركة حمس الذي هو شريكه في التحالف الرئاسي. من جهته، أكد رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، في اتصال مع “الفجر”، أن الأفانا لم يتلق أي اتصال من طرف حركة مجتمع السلم، وأوضح أن المشاركة في الندوة من عدمها يبقى مرتبطا بنوعية النقاط المدرجة في جدول المناقشة، خاصة وأن - في نظر موسى تواتي - “الاحتجاجات التي هزت الشارع في الآونة الأخيرة، ليست مرتبطة فقط بالزيت والسكر، وإنما لديها خلفية أوسع وعمق أبعد من الصورة التي يحاول البعض إلصاقها بالرأي العام وتقزيمها وحصرها في انتفاضة من أعباء القفة ومشاكل الخبزة”. ورحبت حركة الإصلاح الوطني بالمبادرة، حيث أبدى أمينها العام، جمال بن عبد السلام، في اتصال مع “الفجر” استعدادا للمشاركة في الندوة، في حال تلقيه دعوة من حمس، مشيرا إلى أنه اطلع عليها عبر الصحافة، وقال إن الحركة سبق وأن قدمت اقتراحات من شأنها المساهمة في تغيير الأوضاع نحو الأحسن والدفع بعجلة التنمية والاهتمام أكثر بالشباب والتكفل به، حتى تكون مرافقة حقيقية للموارد البشرية للتنمية الوطنية.