رفضت فرنسا ساركوزي، الحليف السابق للرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، في موقف يفسر بمحاولة فرنسية لتجنب إثارة الجالية التونسية بفرنسا والتي كانت طوال فترة الاحتجاجات التي دامت قرابة الشهر من حادثة البوعزيزي تنظم اعتصامات واحتجاجات أمام مقر السفارة والقنصلية التونسية بباريس على نظام بن علي، كما رفضت فرنسا تشويه صورتها "الديمقراطية" باستقبال رئيس هارب من غضب شعبه، في حين لم تمانع العربية السعودية في استقبال رسمي لرئيس سحب منه شعبه شرعيته بالقوة لم تستقبل السعودية صدام حسين ولم توفر له الحماية بعد العدوان الأمريكي على العراق رغم ما يؤخذ على نظامه من ديكتاتورية مستبدة وهو الرئيس الذي نزعه الاحتلال الأجنبي بالدبابة وليس شعبه، في حين سارعت في استقبال الرئيس التونسي الفار من شعبه. والأغرب أن السعودية اعتبرت هذه الخطوة اتخذت تقديرا للشعب التونسي واحتراما له. وهو الشعب الذي تولى طرده بنفسه. وكانت فرنسا الحليف الأقرب لبن علي، قالت إن فرنسا "لا ترغب في مجيء بن علي إلى أراضيها"، عازية هذا الموقف إلى "عدم الرغبة في إثارة استياء الجالية التونسية في فرنسا". وفي وقت سابق أعلنت الخارجية الفرنسية أن فرنسا "لم تتلق أي طلب" لاستقبال بن علي، وستبحث أي طلب محتمل "بالاتفاق مع السلطات الدستورية التونسية". وكانت الرئاسة الفرنسية أعلنت سابقا أنها "أخذت علما بالعملية الانتقالية الدستورية"، وأضافت أن "فرنسا تأمل التهدئة وإنهاء العنف". وقالت إن "الحوار وحده يمكن أن يؤمن حلا ديمقراطيا ودائما للأزمة الراهنة". من جهتها رحبت السعودية بقدوم الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وأسرته إلى المملكة، وذلك بعد رفض فرنسا استقباله، في حين ذكرت مصادر أن عددا من أفراد عائلة بن علي وصل إلى دبي بينما وصل آخرون إلى فرنسا. وقال البيان إن السعودية رحبت ببن علي "تقديرا للظروف الاستثنائية التي يمر بها الشعب التونسي الشقيق"، معربة عن "تمنياتها بأن يسود الأمن والاستقرار في هذا الوطن العزيز على الأمتين العربية والإسلامية". وأكد البيان تأييد الرياض "لكل إجراء يعود بالخير على الشعب التونسي الشقيق"، الذي أعلنت الحكومة السعودية "وقوفها التام إلى جانبه"، وأملها "في تكاتف جميع أبنائه لتجاوز هذه المرحلة الصعبة من تاريخه". وتفيد معلومات غير مؤكدة بأن عددا من المسؤولين وكبار رجال الأعمال رافقوا بن علي لدى مغادرته البلاد الجمعة بعد شهر من الاحتجاجات الشعبية التي راح ضحيتها العشرات. في الأثناء ذكرت صحيفة لوموند الفرنسية أمس أن طائرة تقل على متنها إحدى بنات بن علي وإحدى حفيداته وموظفة لديهما حطت في مطار بورجيه قرب باريس عند الساعة 7:30 مساء بتوقيت فرنسا، في حين رفضت السلطات - حسب الصحيفة - هبوط طائرة ثانية.