لا تزال نقابات قطاع التربية الوطنية ساخطة على تصريحات وزير الشؤون الدينية غلام الله، واتهاماته للأساتذة بأنهم المسؤولون عن التخريب الذي طال المؤسسات، وأعمال الشغب التي رافقتها احتجاجات الشباب الأخيرة، ودعته مجددا إلى توظيف المساجد للتربية والمساهمة في إعداد النشء بدل الخوض في السياسة. جلب وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بوعبد الله غلام الله، لنفسه العديد من الانتقادات، حينما اتهم النقابات والأساتذة بأنهم المسؤولون عن أحداث الشغب التي حدثت مؤخرا، حيث تهاطلت بعد تصريحاته الصحفية ردود أفعال الشركاء الاجتماعين في قطاع التربية الوطنية، على غرار البيانات الاستنكارية الصادرة عن النقابة الوطنية لعمال التربية والاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين “الإنباف”، الذي لم يجد تفسيرا لتصريح غلام الله سوى تحويل الأنظار عن قطاعه الذي يعرف مشاكل جمة، أهمها معاناة الحجاج في البقاع المقدسة، التي هي غير بعيدة عن الأذهان، ناهيك عن معاناة موظفي الشؤون الدينية عموما والأئمة خصوصا المتواجدون في مؤخرة سلم ترتيب الموظفين، فلا أجرة يتقاضونها بانتظام، ولا حرية تعبير لتوجيه الأمة ولا حق لهم في تأسيس نقابة تدافع عنهم، ولا خدمات اجتماعية يستفيدون منها على غرار القطاعات الأخرى تقلل من معاناتهم. وأكد “الإنباف” أنه “في الوقت الذي كنا ننتظر فيه من وزير الشؤون الدينية الاعتراف بفشل السياسة المنتهجة من طرف الحكومة، إذا به يخرج علينا خرجة على غرار خرجاته في الآونة الأخيرة، حتى تحول إلى وزير مشرف على كل الوزارات”، متناسيا دور المعلمين الذي حموا المؤسسات التربية إبان الأزمة، حيث راح 12 أستاذا ضحية ذلك، في يوم واحد في سيدي بلعباس. من جهته رفض رئيس النقابة الوطنية لعمال التربية، بوجناح عبد الكريم، تحميل العمال المسؤولية، باعتبارهم ليسوا مكلفين بإعداد البرامج التربوية، التي تتحمل مسؤوليتها الوزارة الوصية التي لا تغرس روح المسؤولية والمواطنة في التلميذ، وتتجاهل النقابات حيث لا تعتبرها شريكا اجتماعيا، ودعا غلام الله إلى الحياد بدل تسييس الأمور، كما طالبه بتوظيف المساجد في غرس التربية. وأضاف بوجناح أن عمليات التخريب التي مست المؤسسات التربوية، لم تكن أثناء تمدرس التلاميذ، رافضا اتهمامهم بذلك بالنظر إلى العلاقة الجيدة التي تربط الأساتذة بالتلاميذ.