روى البخاري ومسلم عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب”. وروى الإمام أحمد في مسنده أن أبي بن كعب قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “والذي نفسي بيده ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته”. ولعل الحكمة في ذلك على ما جاء في صفوة التفاسير أنها قد حوت معاني القرآن العظيم واشتملت على مقاصده الأساسية بالإجمال، فهي تتناول أصول الدين وفروعه، تتناول العقيدة والعبادة والتشريع والاعتقاد باليوم الآخر والإيمان بصفات الله الحسنى وإفراده بالعبادة والاستعانة به والتوجه إليه جل وعلا بطلب الهداية إلى الدين الحق والصراط المستقيم، والتضرع إليه بالتثبيت على الإيمان ومنهج الصالحين وتجنب طريق المغضوب عليهم والضالين، وفيها الأخبار عن قصص الأمم السابقة والإطلاع على معارج السعداء ومنازلهم فهي كالأم بالنسبة لبقية السور الكريمة.