ينتظر أن يقوم الناخب الوطني عبد الحق بن شيخة اليوم بمعاينة ملعب 19 ماي للوقوف على درجة جاهزيته لاحتضان مواجهة الخضر الودية يوم 9 فيفري القادم أمام منتخب تونس، ولو أن الموعد الأهم سيكون بتاريخ 25 مارس ضد المنتخب المغربي لحساب التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أمم افريقيا وينتظر أن يعلن بن شيخة اليوم عن الملعب الذي سيحتضن الخضر عند استئنافهم أجواء المباريات كان ”الخضر” قد طلبوا البقاء في ملعب تشاكر بالبليدة، لكن انطلاق الأشغال به جعل هذا الخيار مستحيلا، ودرست الفاف خيارات اللعب في وهران وقسنطينة وحتى تلمسان، لكنها لم تقتنع خاصة بالخدمات الفندقية المتوفرة في المدن المذكورة، لتبقى المنافسة بين ملعبي 5 جويلية و19 ماي، وقد تفضل في الأخير عنابة التي كانت دوما في المستوى تنظيميا وجماهيريا. ملعب 19 ماي.. ماراكانا الجزائر عندما وصل بناء ملعب 19 ماي 1956 لروتوشاته الأخيرة كان مرشحا لاحتضان نهائي كأس الجمهورية لموسم 1986-1987 خاصة أن الاتحاد العنابي وقتها لعب المباراة التي تعد لحد الآن في مشواره، عندما تمكن من تحويل تأخره في مباراة الدور ثمن النهائي لكأس الجمهورية بملعب بلعباس أمام الجياسكا بهدف بلحسن، إلى فوز باهر بثنائية جغال، ما زاد من تفاؤل الجميع بمعانقة أول كأس، لكن في الدور الموالي فشل الاتحاد في تخطي حاجز ترجي ڤالمة ليخرج من السباق في الدور ربع النهائي، الأمر الذي جعل والي الولاية بغدادي لعلاونة يتحرك في كل الاتجاهات لإبقاء نهائي الكأس بملعب 5 جويلية والسعي لاستقبال الخضر عند استقبالهم للمنتخب السوداني في إطار تصفيات أولمبياد سيول، وهو ما حدث حيث تعد هذه المواجهة هي أول مباراة بملعب 19 ماي وكانت بتاريخ الجمعة 10 جويلية 1987 ويومها ولدت ألفة غريبة بين الجمور العنابي والخضر، وسميت عنابة وقتها بمدينة ال90 ألف متفرج لكون مباريات الخضر كانت تلعب أمام مدرجات مملوءة حد الاكتظاظ. الشجرة التي تغطى الغابة عندما افتتح ملعب 19 ماي أبوابه كان مستحسنا من الجميع لدرجة أنه سيطر بالإجماع على كل مباريات الخضر في نهاية الثمانينات، رغم أنه في تلك الفترة تم بناء عدة ملاعب كالانتصار في غليزان، الوحدة الإفريقية بمعسكر، الوحدة المغاربية ببجاية، الأخوة بتيارت لكن ملعب عنابة بجمهوره الذهبي كانت له لمسة خاصة مما جعله مسرحا للبطولة الإفريقية التاسعة لألعاب القوى عام 1988، ثم مباريات المجموعة الثانية لنهائيات كأس إفريقيا 1990، وقد لعب فيه أبرز نجوم الخضر، فماجر أبدع فيه بعد 44 يوما فقط من ظفره بأغلى لقب أوروبي، أما بلومي فقد كان يفضل نقل مباريات الكأس لمولودية وهران إلى عنابة، للمعاملة منقطعة النظير التي كان يلقاها، كما تفنن به قاسي السعيد، صايب، بزاز، باجي وصولا إلى جيل زياني ورفقائه الذين أجمعوا على أن ملعب 19 ماي هو فعلا ماراكانا الجزائر. فهود الغابون افترست نشاطه الدولي لعب المنتخب الوطني 25 مباراة بملعب 19 ماي فاز ب15 منها وتعادل 7 مرات وانهزم في ثلاث مناسبات، وآخر مباراة خاضها في هذا الملعب كانت بتاريخ 5 سبتمبر 2004 ورغم حضور قرابة 100 ألف متفرج إلا أن الخضر يومها سجلوا انبطاحا غير مسبوق حيث انهزموا أمام الغابون بثلاثية نظيفة، وهو ما حول تأييد الجمهور إلى سخط عارم، فكان القرار بعدم عودة الخضر إلى ملعب عنابة الذي اعتبر من وقتها نحسا على الخضر، رغم أنه كان في وقت سابق مبعث راحتهم، وقد زاره بن شيخة آخر مرة يوم 9 أفريل 2010 بمناسبة مباراة الكأس بين عنابة والجياسكا ووقف على روعة الجمهور العنابي الذي لا يزال في انتظار عودة الخضر بعد طول غياب.