كاد المعلم أن يكون رسولا، فما بالك في معلم يعلم شريعة الله، وما القول عندما يتخطى هذا المعلم الحدود ويعتدي على الحُرمات. الأكيد أن اللسان يبقى عاجزا عن التعبير عن مثل هذه الأشياء، لكن الواقع المرير يؤكد ذلك، وهو ما كانت قاعة محكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة مسرحا له، عندما كشفت عن تفاصيل قضية تتعلق بجناية الفعل المخل بالحياء على قاصر تورط فيها معلم، محفظ للقرآن الكريم، والذي تحول إلى وحش كاسر ونزع عباءة الإيمان واستبدلها بأخرى من الدناءة التي راح ضحيتها طفل لا يتعدى ال11ربيعا. الكشف عن أفعال المسمى “ق.ع” لم يكن ليتم لولا رسالة مجهولة وصلت إلى مصالح الأمن بالبليدة، تكشف عن شذوذ معلّم قرآن بأحد المساجد في قلب مدينة الورود، والذي اعتدى على حرمة بيت الله ومارس الشذوذ على واحد من تلاميذه القصر، ليتأكد الأمر بالتحقيق مع هذا الأخير، والذي تبين أنه صاحب أخلاق سيئة. أما الأدهى والأمر في القضية التي فصلت فيها جنايات البليدة، فهو موقف والد الضحية الذي عجز عن حماية ابنه الذي طالته تصرفات معلمه المنافية للعقل والدين لأكثر من مرة، حيث بقي مكتوف اليدين وهو يعلم حقيقة ما يعانيه ابنه الذي كشف له عن تصرفات معلمه، ورضخ لتهديدات أصدقاء الجاني الذين يتحملون بدورهم وزر السكوت عن هذه الجريمة، ولم يتمكن الوالد من إبلاغ مصالح الأمن بما يحدث داخل بيت الله، إلى أن حررت تلك الرسالة المجهولة الضحية من قبضة الجاني، ليصرح الفتى أثناء سماعه أن تصرفات معلمه كانت تتغير معه عندما يكونان بمفردهما، قبل أن يستغل المتهم في قضية الحال الطابق العلوي للمسجد للاعتداء عليه بالقوة، وهو ما كان فتى آخر شاهدا عليه والذي استمعت إليه مصالح الأمن ودونت شهادته التي جاء فيها أنه رأى المتهم مرارا وهو يعتدي على زميله. وجاء تقرير الطبيب الشرعي ليؤكد أقوال الضحية وشهادة زميله التي انصبت في خانة الاعتداء الجنسي المتكرر، وهو ما لم يعترف به المتهم الذي تمسك بإنكار كل ما نسب إليه من أفعال، إنكارا لم تقتنع به هيئة المحكمة في ظل كل الدلائل التي تم عرضها.. لتعود بعد المداولات القانونية وتدينه بعقوبة 10 سنوات سجنا نافذة.