قالت المطربة بريزة السطايفية، في حديث لها مع ”الفجر”، أن الساحة الفنية اليوم تشهد ركودا حادا في توزيع الأعمال الفنية. هذا الركود - حسب المتحدثة - جاء نتيجة للأوضاع المعيشية الصعبة التي تعيشها العائلات الجزائرية، وهو ما أجل طرح أي عمل فني مطلع هذه السنة. وعن رأيها في المشهد الفني اليوم كان لنا معها هذا اللقاء السريع.. الأوضاع المعيشية الصعبة أجلت طرح أي جديد فني أين هي المطربة بريزة اليوم، في خضم الحراك الفني الذي تشهده الساحة اليوم، والتي أصبحت تخرج كل يوم مطربا جديدا؟ أنا موجودة، ومن يرغب في أغانيّ سيجدها في الأسواق، وسيجدني في الحفلات والأعراس والمناسبات السعيدة، فالساحة تسع الجميع.. المهم أن يكون هؤلاء بقدر متطلبات الجمهور الذي لا يسمح بتواجد الكل في بيته، وفي مناسباته السارة. الجمهور اليوم لم يعد يعبأ بهذا الكم الكبير جداً من الأصوات الفنية التي غزت الساحة الفنية في السنوات العشرة الأخيرة، لكنه في المقابل يبحث عن الأصوات الجيدة. والحمد لله أنا اليوم مطلوبة على الدوام في مختلف الأعراس والحفلات التي تقام هنا وهناك، وانشغالي بهؤلاء هو ما يجعلني أؤجل جديدي الفني في كل مرّة. على أي جديد تشتغلين الآن؟ لدي ألبوم سيحمل 8 أغان تتنوع بين الطابع النايلي، السطايفي والتراثي، حيث أعدت بعض الأغاني التراثية القديمة التي حققت نجاحات كبيرة لأعمدة الأغنية الجزائرية في السنوات القديمة، وللأسف لم يطلع عليها الجيل الجديد بعد. كما أنني أقدم أغاني لأول مرّة، وهي من كلمات الشاعر رضا الذي سبق أن قدمت معه العديد من الأغاني التي حققت نجاحا كبيراً في الساحة الفنية. متى سيكون العمل حاضراً في الأسواق؟ حقيقة الأوضاع المعيشية التي يعاني منها الشعب الجزائري اليوم، تجعلني أخجل من طرح جديد فني لي، لذلك فأنا أتريث في طرحه إلى وقت لاحق، فالشعب اليوم لم يعد كما في السابق ينتظر على أحر من جمر جديد فنانيه. هناك أولويات هي أهم بالنسبة إليه من عمل فني جديد، لهذا فضّلت تقديمه في شهر أفريل أو ماي على أكثر تقدير حتى ينزل مع نزول أعمال الصيف وموسم الأعراس والحفلات. رغم الأوضاع المعيشية التي تحدثت عنها إلا أن هناك طلبا متزايدا على الأعمال الفنية الجديدة، وخاصة في طابع الراي، ألا تعتقدين هذا؟ أنا معك في هذه النقطة، ولكن عن أي طابع راي تتحدثين، أغلب ما يطرح اليوم من أعمال هي أغان مسروقة لحناً أو كلمات، ولكن هؤلاء الفنانين الذين هم في نظري لصوص كونهم لا يعترفون أن الأعمال الفنية التي يقدمونها ليست ملكاً لهم، لا يملكون أكثر من 1000 مستمع، كما أن أغانيهم تلك كما تأتي سريعة تذهب كذلك، والساحة الفنية أكدت هذا في المواسم الفنية الماضية، وهي تؤكدها يوما بعد آخر.. والأمر لا يعني طابع الراي فقط بل كل الطبوع المعروفة عندنا، بإمكانك أن تسألي المطربين الحقيقيين وسيؤكدون لك هذا. في خضم هذا الوضع المزري للأغنية الجزائرية، هل ترين أن هناك فائدة مواصلة مشوارك الفني فيه؟ بالتأكيد، فلو اعتزلت أنا، وكوكبة من الفنانين المحترمين ماذا سيبقى في الساحة؟؟، أنا لن أسمح لهؤلاء المتطفلين على الوسط الفني بتشويه المشهد أكثر. من واجبي ومن واجب الفنانين المحترمين أن يقدموا صورة جيدة عن الفن الجزائري كما فعل الذين سبقونا، وتركوا لنا إرثا فنياً هائلاً نحن اليوم نفخر بتقديمه بنفس جديد يمكن للجيل الجديد من الشبان من الإطلاع على نتاج أعمدة الفن الجزائري بمختلف طبوعه.. والحق يقال: ”مول النية هو اللي يربح”.. كيف ذلك؟ حين قدمت ألبوماتي السابقة على غرار ألبوم ”خالي يا خالي”، ومول الشيخ”، كانت الأغاني هذه هي آخر من سجلته بل إننا ملأت بهم الشريط ليس إلا كما يقولون، وإذا بهم يصنعون شهرتي ويحققون النجاح تلوالآخر، ولازالت هذه الأغاني مطلوبة لحدّ الآن. لهذا أنا أقوم بدوري على أكمل وجه وأترك للجمهور في الحكم على نجاح العمل من عدمه، وأحمد الله على كل شيء.