خرج أمس الآلاف من طلبة جامعة مولود معمري بتيزي وزو في مسيرة سلمية حاشدة جابت الشارع الرئيسي للمدينة، مطالبين بالتغيير الشامل في النظام الحالي، وكذا بجامعة نوعية استجاب الطلبة لنداء اللجنة المحلية للطلبة التي دعت إلى المسيرة السلمية، لينطلقوا من الجامعة المركزية حسناوة بحضور 26 لجنة محلية وفعاليات المجتمع المدني، مرورا بشارع لعمالي أحمد بلجوني، مرددين شعارات تطالب بوجوب فتح المسار النقابي والإفراج عن جميع الموقوفين الذين ما يزال التحقيق جاريا معهم منذ الاحتجاجات الأخيرة. كما طالب المشاركون في المسيرة بتشكيل لجان متابعة وتحقيق في واقع التنمية المحلية بمنطقة القبائل ومراجعة الخريطة الأمنية لمواجهة ظاهرة الاختطافات، خاصة بعدما تم منع مئات الطلبة المتخرجين من الولوج إلى عالم الشغل الذي طغت عليه المحسوبية. ولم تمنع الأمطار المتساقطة الطلبة من مواصلة مسيرتهم، حيث وقفوا دقيقة صمت أمام النصب التذكاري لضحايا الربيع الأسود، حيث صعدوا بعد ذلك من لهجتهم وهم يتوجهين صوب دار الثقافة، حيث وقف الطلبة أمام الباب الرئيسي ورددوا “ولد علي الهادي بارا”، في إشارة منهم إلى مدير الثقافة، وطالبوه بالرحيل من منصبه، إلى جانب إعلان ثورتهم ضد النظام السياسي الفاسد، على حد تعبيرهم، كما رفعوا شعارات تطالب بمحاربة البيروقراطية والرشوة، مع رفعهم للعلمين الجزائري والتونسي تعبيرا عن تضامنهم مع الشعب التونسي في ثورته. وعرفت المسيرة، التي وصلت إلى غاية مقر الولاية، حراسة أمنية مشددة من طرف أعوان الشرطة لتفادي انزلاقات، لاسيما وأن منتخبين من الأرسيدي، الذي أعلن مساندته لمسيرة الطلبة، على غرار العضو في مجلس الأمة، محمد أخربان، ورئيس المجلس الولائي الحالي، حاولوا الالتفاف على البمسيرة، غير أن الطلبة منعوهم من قيادة مقدمة المسيرة، كونها من تنظيم الطلبة، رافضين بذلك أن تؤخذ طابعا سياسيا لتفادي التأويلات، خاصة وأن المطالب تتعلق بالظروف الاجتماعية للطلبة. وطالبت المسيرة بإعادة النظر في نظام ما بعد التدرج والحصول على شهادة الكفاءة المهنية للمحاماة، مع إرجاع نظام الماجستير، ناهيك عن مشاكل أخرى في المجال البيداغوجي والإطعام مع الإيواء، وكذا توفير إمكانيات حقيقية لتطبيق نظام “أل أم دي” وقد تفرق المتظاهرون في هدوء دون تسجيل أعمال شغب.