عاشت، أمس، جامعة مولود معمري بتيزي وزو، أوضاعا ساخنة كادت أن تنتهي بما ما لا يحمد عقباه بعد تدخل قوات الأمن وعرقلة الحركة الاحتجاجية التي شنها طلبة كلية الحقوق المتمثلة في منع تنظيم مسيرة طلابية تنطلق من مفترق طرق المدينةالجديدة باتجاه كلية حسناوة، وتبع هذه العملية مباشرة إضراب عام وكلي بجامعة مولود معمري تضامنا مع طلبة كلية الحقوق، وكذا للمطالبة بتحسين الأوضاع البيداغوجية والاجتماعية المتردية التي تتخبط بها جامعة تيزي وزو . أصبحت الأوضاع العامة بجامعة مولود معمري لا تحتمل وتأخذ منعرجا خطيرا على مستوى مختلف الكليات والأقسام، إذ لم يجد الطلبة أي سبيل آخر للرد على صمت الإدارة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلا بالتصعيد من لهجة الحركات الاحتجاجية، حيث تواصل كلية الحقوق إضرابها المفتوح عن الدراسة لمدة زادت عن شهرين، متمسكين بضرورة تجسيد مطالبهم المتمثلة في إعادة النظر في مسابقة الماجستير والسماح للطلبة بالتسجيل في الماستر في النظام الجديد، وعدم إلغاء شهادة الكفاءة المهنية للمحاماة، حيث قرروا الغلق نهائي لإدارة كلية الحقوق ببوخالفة، وعدم التحاور مجددا مع الإدارة مطالبين بضرورة استجابة الكلية لمطالبهم دون استثناء، منتقدين بشدة التلاعبات الممارسة في حقهم من طرف الإدارة والوزارة الوصية. ''تعبنا وسئمنا من الوعود الكاذبة وتقاذف المسؤولية فيما بين المسؤولين، ولن نقبل بحصر مشوارنا الدراسي ومستقبلنا المهني رهن لوائح من المطالب التي تكدس في أدراج المكاتب'' في إشارة منهم إلى عدم تجسيد الوعود المقدمة في الميدان لاسيما وعود الوزير حراوبية، حيث قرر طلبة كلية الحقوق الخروج، أمس، في مسيرة طلابية انطلاقا من مفترق طرق المدينةالجديدة باتجاه كلية حسناوة، لكن قوات الأمن منعت حافلات نقل الطلبة بمدينة تيزي وزو على مستوى طريق لمالي أحمد، علما أنهم كانوا متجهين إلى المدينةالجديدة لتنظيم مسيرتهم، هذا التدخل الأمني أثار تذمر وسخط الطلبة، وقد شهدت كلية حسناوة فور سماع خبر قطع قوات الأمن الطريق أمام الطلبة غليانا كادت أن تدفع بهم إلى الخروج إلى الشارع للتنديد بما أسموه ''تجاوزات تمس بكرامة الطلبة''، لكن تعقل بعض الطلبة حال دون ذلك، إذ قرروا عدم الخروج إلى الشارع إلا إذا استدعى الأمر ذلك، ''لن نقبل أن يستغل الطلبة طرف من الأطراف الخارجية التي تريد إثارة البلبلة بولاية تيزي وزو، ولا أحد سيستغلنا، ونحن سنواصل حركتنا الاحتجاجية سلميا وبوعي تام، حسب تعبير أحد أعضاء التنسيقية المحلية للطلبة. لكن، وتجنبا لخروج كل طلبة جامعة مولود معمري إلى الشارع أخلت قوات الأمن سبيل الحافلات، ودخل الطلبة إلى كلية حسناوة مرددين عدة شعارات تندد وتستنكر تعرّض الطلبة إلى إهانات بالرغم من أن حركتهم الاحتجاجية سلمية وبرمجت خارج مدينة تيزي وزو لتجنب أي استغلال خارجي لمسيرة الطلبة. هذا، وأعلنت أمس التنسيقية المحلية لطلبة جامعة مولود معمري مساندتها التامة لطلبة كلية العلوم القانونية والإدارية، كما قررت شن حركات احتجاجية متقطعة أي يوم دراسة ويوم إضراب، وهذا بتجميد الدراسة كليا بجامعة مولود معمري، وتنظيم تجمعات طلابية على مستوى كليات حسناوة، باسطوس، تامدة وبوخالفة قصد تحسيس الطلبة بضرورة تكاتف الجهود لكسب حقوقهم بطريقة سلمية بعيدا عن كل أشكال العنف التي تسعى إليها- حسب الطلبة- ''بعض الأطراف الخارجية التي لا علاقة لها بالجامعة ومحاولة استغلال الطلبة لإثارة الفوضى والبلبلة بولاية تيزي وزو''، حيث انتقد أمس الطلبة خلال تدخلاتهم على هامش الاجتماع العام الذي عقد بكلية حسناوة وحضرته ''الجزائر نيوز''، انتقدوا بشدة الأوضاع البيداغوجية الحالية التي تعيشها جامعة مولود معمري، ووصفوها ب ''الكارثية والمزرية''، مشيرين إلى غياب التكفل الفعلي بالطلبة، وممارسة الإدارة لسياسة الهروب إلى الأمام وإهمال مطالب وانشغالات الطلبة.