عبر وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بوعبد الله غلام الله، عن تفهمه لحالة الاحتقان الذي تعرفه الجزائر، وأرجعها إلى “اليأس والقنوط” الذي أصاب المواطن، منتقدا في نفس الوقت أعمال الشغب التي قام بها المحتجون الشهر المنصرم، وأثنى على توحد الأئمة في مواجهة هذا الوضع، وتحليهم باليقظة خاصة من خلال الفتاوى التي أصدروها حول ظاهرة الانتحار حرقا، التي انتشرت في الآونة الأخيرة وسط الشباب، تنديدا بوضعهم الاجتماعي. وقال أمس وزير الشؤون الدينية والأوقاف إن “اليأس والقنوط يؤديان إلى الانفجار”، ولكن “جيل ورثة جيش التحرير الوطني لا يمكن أن ينساق بفعل هذه الحالة إلى أعمال العنف والتخريب”، موضحا، على هامش أشغال اللقاء الوطني لأمناء المجالس العلمية، أن الأئمة لم ينقطعوا عن خطابهم التوجيهي، وكانوا على تواصل دائم مع الشباب، من خلال توعيتهم ونصحهم، وأفتوا بتحريم حرق النفس، وسيستمرون في هذا العمل الإرشادي. وفي المداخلة التي ألقاها خلال لقائه مع رؤساء المجالس العلمية ونوابهم بدار الإمام، أثنى الوزير على الأئمة لأنهم “تكلموا بلسان واحد” وتحلوا بالحكمة في خطابهم المسجدي، ولأنهم تجندوا لحماية مصلحة الوطن، من خلال النصائح التي وجهوها للشباب في الفترة الأخيرة، فضلا عن تنديدهم بأعمال الشغب الأخيرة. وأبدى الوزير رضاه عن الدور الذي لعبه الأئمة في تهدئة الوضع في البلاد، قائلا “لقد وقف الأئمة مواقف دلت على إدراكهم ووعيهم بالمسؤولية”، مضيفا أن “الأئمة ناهضوا التخريب” و”قدموا عن قناعة النصيحة للأمة وقاموا بتوجيه الشباب”. وأرجع غلام الله “اليقظة” و”التوحد” اللذين اتسم بهما الأئمة، إلى نجاح عملية التوجيه والفتاوى الصادرة عن المجالس العلمية وهيئة التفتيش والتوجيه، التي كانت “تصب في لم شمل الأئمة وليس تشتيتهم”، مشددا على “التجند الدائم لخدمة مصالح البلاد ومواصلة مهمة إرشاد وتوعية كل شرائح المجتمع، من عمال وشباب ومتعلمين وكل الفئات”.