دعا رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، في كلمة جريئة حول الأوضاع الداخلية الراهنة، والتي كانت واضحة، المواطنين للالتفاف حول بلادهم والعمل على صيانتها، في إشارة واضحة منه إلى عدم الانسياق وراء الأطراف التي تريد الخروج في مسيرة مرتقبة يوم 12 فيفري بالعاصمة. وأضاف عبد القادر بن صالح، أمس، في خطاب لم يكن موجها إلى أعضاء مجلس الأمة بقدر ما كان موجها إلى الشعب الجزائري، بمناسبة اختتام الدورة الخريفية للبرلمان، أنه يتوجب على المواطنين الذين يحملون الجزائر في القلب أن يلتفوا حولها ويساهموا في بنائها وصيانتها من التربصات التي ترعاها أطراف تريد العبث بأمن البلاد وحالة الاستقرار. وأوضح بن صالح أن تلك الأطراف تريد بخرجتها هذه وأعمالها، أن تعرقل مسار الديناميكية الحاصلة في مجالات التنمية المختلفة، وخاطب أصحاب المبادرات التي تريد القيام بمسيرات في العاصمة، حتى وإن لم يذكرها بالاسم، بأنه يجب استخلاص الدروس مما عانته الجزائر خلال الفترات الماضية، أي خلال العشرية السوداء، والآثار الوخيمة الناجمة عنها بالداخل والخارج، و”أيضا استخلاص الدروس وما حصل حولنا”. وفي تعليقه على موجة الاحتجاجات التي ميزت الوطن بداية شهر جانفي المنصرم، قال إن أحسن شيء لمعالجة تلك المشاكل الآن هو توحيد الصف والعمل الجدي الذي بواسطته يتحقق التقدم واستقرار بلد. وأضاف مسترسلا “كما يجب ألا ننسى أو نتناسى الحقيقة التي مفادها أن آثار الماضي القريب بكل ما سببه لنا من أتعاب ومضار لا يزال في بعض جوانبه جاثما فوق رؤوسنا”. واستنكر المتحدث الطريقة التي عبر بها الشباب المحتج عن مطالبه، وقال إن البعض منها مشروعة، موضحا أن الحوار الذي كان يفترض أن يكون مع الشباب في هذا الموضوع، كان إما ضعيفا أومنعدما، ما عقّد الأمور وجعل بعض الشباب يخرج إلى الشارع ويعبر عن مطالبه بالعنف الذي شاهدناه. وخلص رئيس الغرفة العليا إلى التأكيد على أهمية تفعيل قنوات الحوار والتشاور مع الشباب لتجنب تكرار السيناريو الذي وقع مؤخرا، مقابل تمكينهم من إبراز طاقاتهم. وواصل بأنه “على الرغم من كل ما وقع، فإننا لا نشك في وطنية شبابنا، ولا في قدرته على رفع التحديات، وهذه القناعة هي التي تشجعنا الآن على مناشدته بأن يكون بمثابة السواعد التي تبني هذا الوطن لا الأذرع التي تهدم إنجازات هذا الشهب”. وشدد في الأخير على أهمية تعاون الجميع لمواجهة التحديات التي “أضحت تعترض الوطن وتهدد مستقبله”، مبرزا في ذات الوقت أن “ما يثير استغرابنا هو تلك المحاولات الرامية إلى استغلال الأحداث المؤسفة التي عرفتها بلادنا لغايات غير معروفة”. وعن مضمون الدورة الخريفية، فقد ثمن بن صالح ما تم مناقشته بمجلس الأمة، معتبرا أن تقديم بيان السياسة العامة أمام المجلس كان فرصة لاطلاع النواب على إنجازات الحكومة، وفرصة لتقوية العلاقات بين المؤسسة التشريعية والتنفيذية. من جهته، أثنى رئيس المجلس الشعبي الوطني، عبد العزيز زياري، على اهتمام نواب المجلس بمناقشة القوانين المقترحة من طرف الحكومة، بداية ببيان السياسة، إلى قانون ضبط الميزانية وقانون السينما وقانون المالية والترقية العقارية، بالإضافة إلى الزيارات الميدانية التي يقوم بها النواب. وقال إن المجلس يولي أهمية كبيرة لمشاكل الشباب ويساهم في حل مشاكله، من خلال مكاسبه لجميع المشاريع والبرامج التي ترمي إلى التكفل به، ودعا زياري الشباب للتحلي باليقظة والوعي في ظل الظروف الراهنة، داعيا إلى تكثيف الجهود للاعتناء بالشباب وإدماجهم في سوق العمل وإعطائه فرصة للإسهام في البناء الديمقراطي.