أشاد المشاركون في الورشة التقنية، التي نظمت نهاية الأسبوع بالمعهد الوطني للتكوين المهني بالجزائر، بدور المرأة الريفية في تحدي الصعاب وتحمّل المسؤولية من خلال إقدامها على تبني مشاريع مصغرة وتسييرها، وهو الأمر الذي ظهرت نتائجه الإيجابية على مستوى أسرهم بتحسن حالتهم المعيشية وتخطيهم عتبة الفقر في عرض قدّمته باية زيتون، رئيسة جمعية المرأة والتنمية الريفية، قالت بأن عمل المرأة في الريف لا يزال يعتبر من الطابوهات، ولكن الحالة الاقتصادية والاجتماعية لأغلب الأسر الجزائرية صارت تفرض على المرأة مزاولة عمل إضافي لإعانة عائلتها. وأوضحت المتحدثة أنه بعد جهود كبيرة قامت بها الجمعية للتحسيس والتوعية في عدة مناطق ريفية استطاعت أن تدمج المرأة في عالم الشغل. وبلغة الأرقام، فقد دخلت 112 امرأة في ولاية جيجل عالم تربية النحل بعد استفادتهن من تكوين لمدة عام في ذات المجال، في حين دخلت 30 امرأة من ولاية غرداية إلى قطاع النسيج ومعالجة الصوف، وهكذا تمكّنت هؤلاء النسوة من تسيير مشاريعهن بأنفسهن واستحداث مناصب شغل وكسب مدخول معتبر ساهم في تحسين وضعهن الاجتماعي كثيرا. من جهته، قال والي ولاية الجلفة إن الإحصائيات حول النساء العاملات غير دقيقة نظرا لارتفاع نسبة اللواتي تعملن داخل البيوت من دون تصريح، وعن القطاعات التي تشغلها المرأة في ولاية الجلفة فهي متنوعة بين صناعة القشابية والبرنوس الوبري، وتربية الحيوانات والنحل، النسيج والخياطة بالإضافة إلى زيادة إقبال النساء على ممارسة الحرف التقليدية والفخار، ففي قطاع الفلاحة تشغل النساء نسبة 48 بالمئة، على اعتبار أن المنطقة سهبية رعوية.وأشار في معرض حديثه إلى أن عدد النساء رئيسات المؤسسات المسجل بين 2005 و2009 قد بلغ 253 امرأة في غرفة الحرف التقليدية، و84 امرأة بالوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب، و20 بالوكالة الوطنية لتسيير القروض المصغرة، و26 بالكناس، إضافة إلى انضمام 11 امرأة لصندوق التأمين على البطالة. وحسب ممثل قطاع التكوين المهني في الولاية، فإن النساء الريفيات صرن يقبلن أكثر على مراكز التكوين المهني من أجل التعلم والحصول على شهادات الكفاءة، مشيرا إلى أن عدد الإناث المتحصلات على شهادات التكوين المهني في ارتفاع، ففي السنة الماضية استطاعت 805 فتاة من الحصول على شهادة في الإعلام الآلي واللغات الأجنبية، مكّنتهن من فتح وكالة اتصال بدعم من وكالتي “أنساج” و”انجام” بالإضافة إلى تخرج العشرات في التخصصات الأخرى على غرار الخياطة والماكرامي والطرز وصناعة الحلويات والطبخ. في السياق ذاته، دعا المشاركون لتحسين ظروف عمل المرأة الريفية عن طريق إنشاء مراكز تكوين أو حتى فروع في المناطق النائية لتمكين النساء من الالتحاق بها والتكوين بها رفع مستواهن لتمكينهن من دخول سوق العمل، بالإضافة إلى إصدار قوانين باستغلال الهياكل غير المستغلة لصالح الجمعيات والفاعلين في المجتمع المدني من أجل تعليم النساء وتدريبهن. فضلا عن المطالبة بإنشاء محلات للحرفيين من النساء حتى يتمكّن من عرض منتوجاتهن، كما طالبوا من الوكالة الوطنية لتسيير القروض المصغرة “انجام” الزيادة في قيمة القروض وتمديد مدة تسديد هذه القروض، وتعزيز الاتصال مع النساء ومرافقتهن في إنشاء مؤسسات مصغرة. والجدير بالذكر أن الورشة تهدف التحضير لإيجاد مركز تكوين ومرافقة النساء بولاية الجلفة على إنشاء مؤسسات مصغرة بما يضمن لهن المساهمة في التنمية المحلية والاستقلالية الذاتية ويمثل هذا النشاط محورا رئيسا في البرنامج الذي تشرف عليه في هذا الجانب الوزارة المنتدبة وصندوق الأممالمتحدة للتنمية وصندوق الأممالمتحدة للمتحدة للطفولة.