يحتضن المسرح الوطني الجزائري محيي الدين باشطارزي، هذه الأيام، فعاليات المهرجان الوطني للمسرح المحترف في طبعته الخامسة. ستشهد دورة 2010 من المهرجان دخول أربعة مسارح جهوية حلبة المنافسة الرسمية من خلال المشاركة بأعمال مسرحية، كما ستفتح الدورة نافذة واسعة على مناقشة واحد من أهم المواضيع التي فرضت نفسها على الساحة الفنية والثقافية العربية، يتعلق الأمر بتغيرات النظام الداخلي للمهرجان كون الطبعة السادسة التي ستقام سنة 2011 قد تشهد مشاركة 20 مسرحا جهويا، فيما تقتصر حاليا على 12 مسرحا جهويا فقط. ترقية الثقافة المسرحية سياسة وهدف وضعت إدارة المهرجان التي يترأسها شيخ المسرح الجزائري امحمد بن ڤطاف، ترقية الثقافة الوطنية المسرحية عبر التراب الوطني، أهم أهدافها في إطار تشجيع وتطوير فنون المسرح بأبعاده الإبداعية المختلفة، وكذا تشجيع التجارب الرائدة والأبحاث في مجال المسرح كأداة تعليمية وعلمية، تنظيم اللقاءات في مختلف مجالات المسرح بهدف تطوير الحوار ما بين الممارسين والمهتمين والخبراء. كما فتح المهرجان باب المنافسة الاحترافية ما بين المبدعين انطلاقا من القانون العام للمهرجان الذي أسس بعد اعتماد مستشارين قانونيين مختصين، بعد أن استلهم القانون من منطلقات وممارسات عالمية وتقاليد معروفة في الميدان المسرحي. وسطرت لجنة التحكيم لهذه السنة بعض الأهداف المتعلقة بهذه الدورة والدورة التي تليها وتتمثل في المواصلة في نفس الحركية منذ تأسيس المهرجان بالترويج والتواصل مع الجمهور وبمضاعفة المشاركين وتوسيع المشاركة الأجنبية لتشمل العرب وغير العرب، من أجل تثمين المكتسبات والانفتاح بالمهرجان على أفق أخرى، بحثا عن المزيد من الفضاءات المسرحية وتكريسا لخارطة الطريق التي بدأت منذ 2006 . كما يهدف المهرجان إلى فتح اللقاءات العلمية للطلبة والمهتمين من جامعيين ومختصين ورجال المسرح وصحفيين من أجل ترقية المسرح وترسيخ الممارسة المسرحية في المجتمع وتكريس مفهوم التعليم والتكوين في الورشات المنظمة على هامش المهرجان للطلبة والفنانين. الشفافية والنزاهة قوانين للتحكيم ضمانا لنزاهة المنافسة وشفافية التحكيم شكلت محافظة المهرجان لجنة تحكيم تضم العديد من وجوه المسرح العربي والعالمي منهم عواطف نعيم من العراق، تامر العربيد من سوريا، احمد مسعاية من المغرب، اداما تراوري من مالي، احمد حمومي ونورالدين عمرون ونجاي مصطفى من الجزائر، دليلة مفتاحي من تونس، نتالي مارتومن فرنسا، وفتحت بابا على المشتغلين في مجال الكتابات الأدبية في مبادرة لفتح التعاون بين الأدباء والمسرحيين بهدف استغلال الكتابات العربية في مجال المسرح وخير دليل على هذا المسعى ترؤس الروائي الجزائري واسيني الأعرج للجنة تحكيم الدورة الفارطة. تكريمات المهرجان عرفان جزائري بالإبداع العربي ككل سنة وضمن تقليدها السنوي أشرفت محافظة المهرجان على تكريم نخبة من الأسماء العربية البارزة في فضاء المسرح العربي والتي كانت لها إسهاماتها القوية في تجديد وترقية الحركة المسرحية عبر ما قدمته من عطاءات فنية جميلة على المستوى الوطني أو العربي، ومن هذه الشخصيات دريد لحام من سوريا، عبير عيسى من الأردن، سعاد العبدالله من الكويت، عزيز خيون من العراق، احمد علوي من المغرب، المنجي بن براهيم من تونس، عبد الرحمن ابوالقاسم من سوريا، شكيب خوري من لبنان، سامي عبد الحميد وجواد الاسدي من العراق اما التكريمات التي تخص الوجوه المسرحية الجزائرية فنجد شقروني دريس، جمال دكار، عفيفة، ميموني فاطمة الزهراء، سلال محمد، بوزرار زهير، بوزيان عاشور، الهاشمي نور الدين وعيسى مولفرعة. عروض عربية ومحلية تعكس أهمية الحدث وفقا لبرنامج المهرجان تشهد دورة المهرجان لهذه السنة مشاركة عدة فرق داخل المسابقة وخارجها، كما أن كل العروض ستقام داخل أسوار المسرح الوطني الجزائري على ركح محيي الدين باشطارزي وقاعة الحاج عمار بالنسبة للعروض داخل المنافسة منها ''امام اسوار المدينة'' من سكيكدة، ''الدقائق العشرون'' من معسكر، ''بلاوي الصدف'' من عنابة، ''مغري النجوم'' من سيدي بلعباس، ''السي بورتوف'' من تيزي وزو، ''الماريتا'' من برج بوعريريج، ''ترتوف'' من قسنطينة، ''لالة طمن معسكر'' و''نزهة في غضب'' للمسرح الوطني و''رجال يا حلالف'' من بجاية و''النافذة'' من وهران و''لحظات المسرح'' من قامة و''البصيص'' من ام البواقي، فيما ستشارك فرق وطنية اخرى داخل المسابقة بعروض ستقدم في قاعة الحاج عمر من كل من البويرة والمدية وعين الدفلى منها ''سيد الرجالة'' من قسنطينة و''يمينة'' من وهران و''الهشيم'' من تبسة و''الانقلاب'' من بودواو و''الزبال'' من سوريا و''حلم غير مثقوب'' من الاغواط و''التمرين'' من مارسيليا. أما عن المشاركة العربية والاجنبية خارج المسابقة فتتمثل في مسرح المبادرة من المغرب والفرقة السورية للمسرح من سوريا والمسرح القومي السودان من السودان وفرقة محترف بغداد المسرحي من العراق وفرقة المسرح الشعبي من ليبيا وفرقة أكسفورد بلاي هاوس من بريطانيا ومسرح الناس من تونس ومسرح اللانتش من فرنسا. ورشات تكوينية وملتقيات علمية ترافق المهرجان ككل سنة ينظم في اطار المهرجان ملتقى علمي وهذه المرة بالمكتبة الوطنية، حيث سيتناول المشاركون فيه موضوع توظيف التراث في المسرح المغاربي من زاوية أن التراث شاهد على عراقة المجتمع وأصالته وسيشارك في هذا الملتقى ثلة من الأساتذة والباحثين، منهم عبد الكريم برشيد والرشيد بوشعير واحسن تليلاني وونوال الطاهر والسعيد بوطاجين وحافض جديدي وابراهيم احمد الفقيه ووجمال الشايجي وعلي عواد وبولس مطر وجواد الاسدي. كما سيشهد المهرجان تنظيم ورشات فنية سيؤطرها عدة أساتذة منهم نادر عمران من الأردن وعبد الكريم برشيد من المغرب ونادر القنة من فلسطين والكويت وأنور محمد من سوريا وبولس مطر من لبنان وسعيد رمضان من الجزائر.