قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إن شركات نفطية غربية تجري اتصالات مع معارضين ليبيين، لتحصل منهم على ضمانات بشأن سلامة عملياتها هناك، بعد سيطرة الثوار على منشآت نفطية كثيرة شرق البلاد. وأوضحت الصحيفة أن قرار إجراء محادثات مع المعارضة الليبية في الداخل يعني أنه ليس لدى شركات النفط الغربية خيار سوى احترام حقيقة الميدان، في إشارة إلى سيطرة الثوار على مرافق لإنتاج النفط وتصديره موجودة على الساحل الليبي. ونقلت عن مديرين تنفيذيين لبعض تلك الشركات أنهم التقوا شخصيات معارضة بينها رموز قبلية في مناطق تقع فيها مقار لعمليات الشركات المعنية للحصول على ضمانات السلامة للمقار والعاملين فيها. وأشارت فايننشال تايمز إلى أن الثوار الليبيين سيطروا على حقل السرير النفطي - وهو أكبر حقل نفطي في البلاد - وعلى مرافئ لتصدير الخام في بنغازي وطبرق وزويتينة وكلها في الشرق. وكان مرفأ البريقة غرب بنغازي من بين المنشآت النفطية الحيوية التي سيطر عليها الثوار قبل أن تهاجمه أمس الأربعاء كتائب أمنية تابعة لعمر القذافي. وكانت شركة الخليج العربي الليبية قد أعلنت قبل أيام انفصالها عن مؤسسة النفط الوطنية الليبية، وهي الشركة الأم المملوكة للدولة. وتدير شركة الخليج العربي منشآت تضخ في الظروف العادية 420 ألف برميل يوميا من مجموع أكثر من مليون برميل كانت ليبيا تصدرها يوميا قبل اندلاع ثورة 17 فبراير. ومن بين الحقول الواقعة في شرق ليبيا وتديرها شركات غربية حقل آمال الذي تديره شركة وينترشل ومقرها في ألمانيا، وحقل شطيرة الذي تشرف عليه شركة "أو أم في" النمساوية. وفي حين أن الثوار يسيطرون على حقول ومنشآت في الشرق، فإن نظام القذافي لا يزال يسيطر على منشآت أخرى في وسط وغرب ليبيا، من بينها مرفأ السدر الذي كان يصدر الشهر الماضي 447 ألف برميل يوميا.