تهرب كل من الناطق الرسمي باسم جبهة التحرير الوطني، قاسى عيسي، والمكلف بالإعلام في التجمع الوطني الديمقراطي، ميلود شرفي، عن تقديم تفسير للتصريحات الأخيرة لقيادات شريكهم حركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني وعبد الرزاق مقري، بخصوص انتقاد برنامج الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وطلب مقري عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة قال قاسة عيسي، في تصريح ل”الفجر”، إنه لم يطلع على ما قاله قياديو حمس، وأنه “لا يمكن الرد إلا بعد القراءة المتأنية لأقولهم”، في حين أوضح ميلود شرفي أن التحالف لا يأخذ بأقوال عبد الرزاق مقري، باعتبار أن أبو جرة هو الناطق الرسمي باسم حركة حمس. وتعتبر تصريحات كل من قاسى عيسي وميلود شرفي مؤشرات تدل على غياب التنسيق بين أحزاب التحالف. وتوالت، مؤخرا، نشاطات حركة مجتمع السلم خارج التحالف الرئاسي، وتصاعدت لهجة كل من رئيس الحركة أبو جرة سلطاني، ونائبه عبد الرزاق مقري، في انتقاد الوضع الحالي للبلاد، بعد أن انتقد أبو جرة السياسة الاقتصادية لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، واعتبرها سياسة البراغي، واتهم الإدارة بعدم الشفافية، وشكك في الأرقام الرسمية بخصوص البطالة. وكتب نائبه عبد الرزاق مقري، ينتقد قرارات الرئيس بوتفليقة التي وصفها بالمرهمية، ودعاه إلى اتخاذ خطوات تاريخية لتأمين الجزائر من الوقوع في نفس سيناريو تونس، مصر وليبيا، وعدم الترشح إلى الرئاسيات المقبلة، الأمر الذي يدفع إلى طرح تساؤلات حول مصير التحالف الرئاسي بعد انتقادات حركة مجتمع السلم، ولماذا انقلبت حمس على برنامج الرئيس، وهي العضوة في التحالف الرئاسي الذي تأسس لتطبيق برنامج الرئيس، مع العلم أن حمس ساندت بوتفليقة في رئاسيات 2004، و2009. المتتبع لمسار التحالف الرئاسي يلاحظ جليا غياب تنسيق فعلي بين الأحزاب الثلاثة، فأبو جرة سبق أن صرح منذ أزيد من ثلاث سنوات، أن الأحزاب الثلاثة لم تنسق أبدا فيما بينها، وأن اجتماعاتها اقتصرت على تسليم الرئاسة الدورية، واشتكت من غريميها بعد نتائج انتخابات التجديد النصفي، وأرجع بعض قيادييها أسباب فقدان شعبيتها إلى التحالف الرئاسي، من جهة أخرى. يظهر الخلاف جليا أيضا بين كل من الأفالان والأرندي بخصوص بيان الساسة العامة، حيث سارع الأفالان إلى مطالبة أويحيى بتلاوة بيان السياسة العامة، في حين عقد الأرندي تحالفا مع حزب العمال أزعج كل من حمس والأفالان على حد سواء.