رفضت مملكة البحرين الطلب الذي تقدّمت به إيران إلى الأممالمتحدة ومنظّمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية للقيام بدور “فعّال” لإنهاء الأزمة التي يعيشها هذا البلد وقد ساد الهدوء العاصمة الخميس بعد يوم من “التدخل القوي” لإخلاء دوّار اللؤلؤة من المعتصمين. وأفاد التلفزيون الرسمي باعتقال السلطات البحرينية ما لا يقل عن سبع شخصيات معارضة بتهمة “التحريض على التخريب”. ومن جهة ثانية، قال مصدر إعلامي إن مواجهات دارت بين المتظاهرين والشرطة في مناطق جرحص والسنادس ودية ومنطقة البلاد القديم التي تقع بكاملها غربي العاصمة، وسقط فيها عدد من الجرحى بين صفوف المتظاهرين. وقال نشطاء حقوقيون إن عدة مئات من المحتجين سيروا مظاهرات احتجاج في تلك المناطق، بينما قامت الشرطة بإطلاق القنابل المدمعة عليهم، وقامت آليات عسكرية بإغلاق مدخل منطقة دية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن حقوقيين قولهم إن قوى الأمن طوقت مركز السلمانية الطبي بالمنامة واستجوبت الداخلين إليه دون أن تمنعهم من دخوله. وقال التلفزيون الحكومي إن قوى الأمن نظفت المستشفى ممن أسمتهم المخربين. وفي منطقة سترة الواقعة جنوبي العاصمة، أبلغت الطبيبة أمينة حسن الوكالة ذاتها أن المركز الطبي بالبلدة تسلم 15 جريحا يعانون من آثار طلقات أصيبوا بها خلال مواجهات أمس، ولم يتمكنوا من الوصول إلى المركز لأن قوى الأمن كانت قد أغلقت الطرق. يُشار إلى أن وزير الصحة نزار بحارنة أعلن أمس الأول استقالته من منصبه بعد أن اقتحمت الشرطة حرم المستشفى. ومن ناحية أخرى، قال رئيس كتلة الوفاق المستقيلة من البرلمان البحريني عبد الجليل خليل، إنه يأسف لغياب الدعم لحركة سياسية في البحرين، مقارنة بما جرى في تونس ومصر. وقال إن التهم جاهزة للمعتقلين، وهي “الاتصال مع جهات خارجية”، معتبرا أن ذلك الأمر “شماعة غير مقبولة”. كما نفى رفض الحوار، قائلا إن المخرج يجب أن يكون سياسيا. وأشار إلى رفضهم تدخل قوات درع الجزيرة، قائلا إن ذلك “أسلوب خاطئ“. في مقابل ذلك، قال النائب السابق في البرلمان البحريني ورئيس وحدة الإعلام في تجمع الوحدة الوطنية ناصر الفضالة، إن حديث عبد الجليل خليل يحوي مبالغات “لا نجدها على أرض الواقع”. وذكر أن قوات درع الجزيرة جاءت بطلب من الدولة حسب اتفاقية أمنية لدول مجلس التعاون، “وهي غير مشاهدة في شوارع البحرين”. على صعيد آخر، التقى وزير الخارجية السوري وليد المعلم في العاصمة الإيرانيةطهران أمين مجلس الأمن القومي الإيراني سعيد جليلي وبحث معه الأوضاع في المنطقة، خاصة ما يجري في البحرين. وقد أشارت مصادر صحفية إلى أن المعلم يحمل معه رسالة من ملك السعودية لمسؤولين الإيرانيين بشأن الأوضاع في مملكة البحرين، ودخول قوات من درع الجزيرة إليها. وحسب نفس المصادر، فإن مستشار العاهل السعودي كان قد سلم الرسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد خلال زيارته العاصمة السورية دمشق، أمس الأول الأربعاء. ومن جهتها، حثت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون البحرين على وقف العنف واعتماد الحوار، في حين تراوحت الدعوات في العراق بين التظاهر احتجاجا على ما يجري في المملكة والدعوة لمقاطعة حكومتها. وانتقد رئيس الحكومة العراقي الأسبق إبراهيم الجعفري، خلال مؤتمر صحفي ببغداد، ما وصفه بالرد الأمريكي الفاتر على أزمة البحرين، وقال إن الموقف الأمريكي كان “مترددا وغير حاسم”.