تولّت “شركة فرتيال لتحويل المواد الكيماوية” عملية التمويل الجزئي لمشروع تطهير الشريط الساحلي العنابي، من خلال تقديم غلاف مالي يبلغ مقداره 700 ألف دينار جزائري لجمعية هيبون الإيكولوجية التي ستباشر أشغال التنظيف والتطهير ابتداء من شهر ماي القادم، حيث سيكون اليوم الأول مفتوحا لجميع مواطني الولاية للمشاركة في التظاهرة، ليتولى بعد ذلك مجموعة من الغطّاسين المتمرّسين عمليات تنظيف قاع البحر من مختلف الشوائب والمواد الصلبة وغيرها من النفايات، خصوصا بشاطئ شابي الذي يعرف توافدا منقطع النظير لعدد المصطافين كل صيف. من جانب آخر، تجدر الإشارة إلى أن “شركة فرتيال” ومركب “أرسيلور ميتال” هما أكثر المؤسسات الصناعية مسؤولية عن تدهور الوضعية الإيكولوجية بولاية عنابة، حيث تعرف شواطئ سيدي سالم المحاذية لورشات “فرتيال” حالة متقدمة من التلوث نتيجة انبعاث الغازات السامة من ورشاتها، التي ساهمت بشكل كبير في إصابة غالبية السكان بأمراض تنفسية خطيرة، ناهيك عن عدم وعي المواطن نفسه بضرورة الحفاظ على هذه الشواطئ التي تنتشر فيها بقايا فضلات الأبقار والنفايات المنزلية التي شكّلت محور اهتمامات جمعية هيبون، التي كانت قد صرّحت على لسان ممثليها في أكثر من مرة على واجب تدخل السلطات لمنع الممارسات غير الحضارية لبعض السكان في التخلص من فضلاتهم على شواطئ المدينة، كما دعت كذلك إلى ضرورة تجنيد هذا المواطن، من خلال جعل نظرته للبيئة إيجابية، ما سيحفزه على الحفاظ على شواطئ ولاية عنابة التي كان انطباع زوارها العام الفارط سلبيا لأقصى درجة بسبب تسربات المياه القذرة بشواطئ شابي على الخصوص، وهو ما كان وراء تغير لون مياه البحر وانبعاث الروائح الكريهة منها. وسعيا لتغيير هذه الوقائع، تجنّدت الجمعية مدعومة من “فرتيال” والعديد من المواطنين لمباشرة حملة واسعة لعمليات تطهيرية تحضيرا لموسم اصطياف غير عادي بسبب التوقعات التي تصب في مجال زيارة سيّاح تونس الشقيقية لسواحل الجزائر هذه السنة.