حملات تحسيسية وتنشيط النوادي الخضراء لحماية الساحل من التلوث بادرت مصالح الري لولاية الجزائر بالتنسيق مع وحدات التطهير لشركة إنتاج وتوزيع المياه للجزائر ''سيال'' بصيانة وترميم محطات الرفع لمياه الصرف التابعة للبلديات الساحلية مع تجميع المياه بمحطات التطهير لكل من براقي، بني مسوس، رغاية وسطاوالي الأمر الذي يسمح بمعالجة 60 بالمائة من مياه الصرف في انتظار الانتهاء من إنجاز محطة جديدة لمعالجة المياه ببلدية زرالدة لترتفع الحصة إلى 80 بالمائة سنة ,2013 وحسب التصريحات الأولى للمسؤولين فقد تم تنظيف أكثر من ألفي كيلومتر من شبكات الصرف الصحي وهو ما سمح بفتح 57 شاطئا أمام المصطافين عبر 21 بلدية ساحلية. وأكد السيد رضا بوداب رئيس الأشغال الكبرى للتطهير بمؤسسة ''سيال'' في تصريح خاص ل''المساء'' انتهاء مصالحه منذ مدة من عمليات مراقبة وصيانة محطات رفع مياه الصرف للسماح بجمع اكبر قدر ممكن منها قبل توجيهها نحو محطات معالجة عبر تراب الولاية، مع توسيع أشغال ربط التجمعات السكانية القريبة من السواحل بشبكات الصرف الصحي لوضح حد للتسربات العشوائية التي تهدد السلامة البيئية للشواطئ ، وهو ما سمح بفتح 57 شاطئا لهذا الموسم بعد أن كانت التوقعات تتحدث عن 58 حيث كانت التحاليل التي تمت على مستوى بعض الشواطئ غير سليمة. كما قررت شركة ''سيال'' من خلال وحدة التطهير المشاركة في العمليات التحسيسية التي ستتم خلال موسم الاصطياف الحالي على مستوى العديد من شواطئ العاصمة، حيث سيتم توزيع مطويات على المصطافين تحثهم على المشاركة في مبادرات المحافظة على نظافة المحيط وعدم استعمال قنوات الصرف الصحي كمفرغات عمومية للنفايات الصلبة، لما تخلفه مثل هذه المظاهر من انعكاسات سلبية على السير الحسن لقنوات الصرف التي يجب أن تبقى خاصة بالمواد السائلة لا غير. من جهتها؛ بادرت مصالح الري لولاية الجزائر بالتنسيق مع مختلف السلطات المحلية إلى محاربة الربط العشوائي بقنوات التوزيع والصرف عبر الأحياء السكنية الجديدة عبر تراب الولاية، خاصة بعد أن تم تنظيف وتطهير أكثر من 3200 كيلومتر من مجمعات مياه الأمطار تحت الأرض وإعادة صيانة 14 ألف بالوعة صرف وتطهير 65 بالمائة من شبكات الصرف الصحي بعد إدماج التكنولوجيات الحديثة في عمليات التدخل وتكوين الأعوان عليها. وعن نوعية مياه الصرف التي تصل إلى محطات الرفع أو محطات التطهير، أشار المتحدث إلى أن الإشكال الحقيقي للتطهير بالعاصمة هو ثقافة المواطن نفسه الذي يتخلص من كل أنواع النفايات التي تصادفه بمجاري الصرف أومجمعات مياه الأمطار وهو ما شكّل عائقا في بداية الأمر خلال انطلاق أشغال الصيانة، بالإضافة إلى إشكالية مياه الصرف الصناعية التي كانت السبب الرئيسي في تعطل العديد من محطات التطهير عبر العاصمة. فالمسؤولون عن التطهير يجهلون المحتويات الكيماوية بالمياه التي يتخلص منها الصناعيون في قنوات الصرف الصحي دون معالجتها، وهو ما جعل ولاية الجزائر تفقد سنويا العديد من الشواطئ بعد أن انخفض عددها سنة 2003 إلى 32 قبل أن ترتفع الحصة سنويا إلى 42 سنة 2005 ثم 48 سنة 2008 واليوم دُشنت حملة الاصطياف لسنة 2010 ب 57 شاطئا. 13 عملية تفتيش تسجل فيها 8 إعذارات وغلق 5 مؤسسات من جهته؛ أشار مدير البيئة لولاية الجزائر السيد مسعود تيباني إلى اعتماد مخطط لتهيئة الساحل يعنى بنظافة ومراقبة 97 كيلومترا من سواحل العاصمة المطلة على البحر عبر 21 بلدية، يقطنها أكثر من 4817 ألف نسمة، وهو ما يعرّض الشواطئ إلى انتهاكات بيئية يوميا، ومع اقتراب فصل الصيف يتم تنظيم خرجات ميدانية لمراقبة وضعية الوديان وقنوات الصرف الصحي التي تصب في البحر مباشرة، مع تنظيم حملات على مستوى التجمعات السكانية القريبة من الشاطئ لمراقبة وضعية قنوات الصرف الصحي بالإضافة إلى تنظيم حملات تفتيش على مستوى المؤسسات الصناعية التي تعودت في المدة الأخيرة على التخلص من نفاياتها السائلة وحتى الصلبة منها عبر أودية الحراش والسمار، حيث يقوم مفتشو البيئة بإعذار المخالفين وغلق بعض الوحدات التي تتغاضى عن تزويد مصانعها بمحطات مصغرة للتطهير. وعن الخرجات الأخيرة للجنة الولائية التي تضم عدة أطراف من مديريات البيئة، السياحة والصحة أشار المسؤول إلى إحصاء 13 خرجة قبل إطلاق موسم الاصطياف قامت بتفتيش عدد من التجمعات السكانية والوحدات الصناعية، مما أفضى إلى تسجيل إصدار 8 إعذارات وقرار غلق 5 وحدات صناعية مصغرة إلى غاية تصحيح وتدارك وضع صرف نفاياتها السائلة، في حين يبقى جهل القوانين وضعف ميزانية العديد من البلديات سببا رئيسيا في ارتفاع حالات تلوث الشريط الساحلي بالعاصمة، حيث في كل مرة تنتظر البلديات الساحلية مبادرات بعض المؤسسات الاقتصادية الكبرى وجمعيات حماية البيئة للشروع في تنظيف الشواطئ من النفايات التي يكون المواطن سببا فيها وعليه فسيكون مضمون الحملات التحسيسية لهذا الموسم هي كيفية إدماج المصطافين في مخطط حماية الساحل من خلال المساهمة في وضع النفايات في أماكنها المخصصة عبر الشواطئ ، مع الابتعاد عن العادات السيئة التي تعوّد عليها المواطن في عملية التخلص من نفاياته. كما ستقوم وككل سنة مديرية البيئة خلال هذا الموسم بتنشيط النوادي الخضراء مع انتهاء فترة الدراسة للأطفال من خلال فتح ورشات مفتوحة عبر الشواطئ وعدد من دور الشباب لتحسيس جيل المستقبل بضرورة المحافظة على نظافة المحيط والبيئة، مع نشر تربية فرز النفايات قبل التخلص منها لمساعدة مؤسسات رفع النفايات في التخلص السليم من النفايات عن طريق الردم وتحفيز المؤسسات الصناعية على الاستثمار أكثر في مجال رسكلة النفايات الورقية والزجاجية وحتى البلاستيكية، كما سيتم هذه السنة اشراك عدد من الجمعيات والمهنيين من الصيادين في تنظيف قاع البحر وهي المبادرة التي ستكون تقليدا سنويا للمديرية بالتنسيق مع كل الفاعلين في القطاع.