يحضر طيارو الخطوط الجوية الجزائرية للدخول في حركة احتجاجية هذه الأيام، عقب القرارات الأخيرة التي أصدرتها الإدارة العامة، بينها وقف التكوين والتربص في الخارج، وعدم تجديد المجلس النقابي للشركة، بالإضافة إلى غياب قانون أساسي يهيكل نشاطهم، ناهيك عن قضية الأجور، العطل والحجم الساعي للطيران وهو ما ستفصل فيه الجمعية العامة التي تعقدها اليوم النقابة المستقلة للطيارين. جاءت تهديدات طياري الجوية الجزائرية هذه المرة بالاحتجاج والشروع في إضراب من شأنه شل حركة الملاحة الجوية للطائرات، والذي قالت بشأنه مصادر مطلعة ل “الفجر” إن الطيارين عقدوا مؤخرا سلسلة من الاجتماعات فيما بينهم من أجل مناقشة ودراسة جملة الإجراءات والقرارات المجحفة في حقهم، وفي مقدمتها إقصاؤهم من التكوين وإجراء التربصات في الخارج، أمام إعلان مسؤولي الشركة مؤخرا تحديث أسطول الطائرات باقتناء طائرات جديدة من طراز “بوينغ”، وتلك الموجودة في الحظيرة المقدر عددها ب 11 طائرة كلفت 700 مليون دولار بناء على تصريح المسؤول للشركة، وحيد بوعبد الله. وقالت ذات المصادر ل “الفجر”، أمس، إن الوضعية المهنية للطيارين لا تبعث على الارتياح بسبب القرارات الانفرادية التي اتخذتها الإدارة العامة دون دعوة الشريك الاجتماعي ومشاورته، وهو ما جعل نقابتي الطيارين سواء كانت تلك التابعة للاتحاد العام للعمال الجزائريين، خاصة وأن الفروع النقابية المنضوية تحت لوائها طالبت مؤخرا برحيل الرئيس المدير العام للشركة، أو النقابة المستقلة للطيارين اللتان في كل مرة كانتا تطالبان بالحوار والنقاش مع الإدارة العامة، لكن محاولاتهم حتى وإن كللت بالنجاح بلقاء المسؤولين إلا أن مقترحاتهما لا تؤخذ بعين الاعتبار في حال التطبيق. واعتبرت المصادر نفسها أن الجمعية العامة التي تعقدها النقابة المستقلة للطيارين “أس، بي، ألا” اليوم، ستكون فرصة للطيارين لمناقشة وتحليل الوضعية التي وصلت إليها الشركة مؤخرا بسبب القرارات الانفرادية والتعسفية في آن واحد والتي طالت الطيارين، كما ستكون الجمعية العامة، حسب ذات المصادر، فرصة للتطرق إلى القانون الأساسي للطيارين الذي لم ير النور لحد الآن، بالرغم من أن التفكير فيه والمطالبة به كان سنوات الثمانينيات، ضف إلى ذلك قضية الأجور التي لم يفصل فيها حتى وإن طالب الطيارون في كل مرة بتحسينها. كما ستكون الجمعية العامة مجالا للطيارين لبحث ظروف العمل وساعات الطيران والحجم الساعي لها، والذي يصل إلى 14 ساعة طيران في اليوم وكأنهم سائقو سيارات أجرة أو حافلة، يضاف إلى ذلك حق العطل الذي لم يحصل عليه الطيارون لسنوات. وشددت ذات المصادر بقولها إن الجمعية العامة اليوم ستكون فرصة للنظر كذلك في قضية الطيران بدون رخصة، ودون إجراء الفحوصات الطبية لبعض الطيارين وقائدي الطائرات وهي التي أحدثت ضجة مؤخرا، ولقيت انتقادات شديدة من الدول التي كانت طائرات الجوية الجزائرية متجهة إليها.