يشرع الطيارون بالخطوط الجوية الجزائرية في إضراب عن العمل الشهر المقبل بسبب ظروف العمل المتردية والمطالب المرفوعة التي بقيت رهينة وعود المسؤولين على مدار سنوات، كما طالبوا بإلغاء ''منحة الإنتاج'' التي جعلت التنافس يشتد بينهم لبلوغ حجم ساعي مكثف للطيران يسمح لهم بالاستفادة منها، دون مراعاة السلامة والأمن الجويين للرحلات• كشفت مصادر مطلعة ل''الفجر'' أن الطيارين بشركة الخطوط الجوية الجزائرية سيتوقفون عن العمل خلال الشهر المقبل، ويشرعون في إضراب دون تحديد تاريخه أو مدته، حتى تتحقق مطالبهم وانشغالاتهم، التي ما فتئوا يرفعونها ويوجهونها لمسؤولي الجوية الجزائرية، وعلى رأسها الإدارة العامة، التي في كل مرة تقدم وعودا بحل مشاكلهم، وإيجاد حلول لها دون أن تتحقق على أرض الواقع لتستمر معاناة الطيارين، ليس فقط بسبب تدني الأجور، وإنما يتعداه إلى ظروف العمل المتردية، إضافة إلى ظاهرة الهجرة الجماعية التي أحدثت نزيفا داخل الجوية الجزائرية على مدار سنتين تقريبا نحو شركات الملاحة الجوية في دول الخليج العربي والشرق الأوسط، التي احتضنت الكفاءات الجزائرية ووفرت لهم شروط العمل الحسنة وظروف الراحة لهم ولعائلاتهم• وقالت مصادر نقابية مسؤولة من شركة الخطوط الجوية الجزائرية، في تصريح ل''الفجر''، إن تمسك الطيارين هذه المرة بالعمل الاحتجاجي، والدخول في إضراب الشهر المقبل دون تحديد تاريخه (بداية أو نهاية جوان) ومدته، جاء بعد اجتماع مجلس إدارة النقابة المستقلة للطيارين السبت المنصرم، والذي خرج بقرارات حاسمة، منها التوقف عن العمل، ووجهت عريضة مطالب للإدارة العامة على أن يليها خلال الأيام القادمة إشعار بالإضراب، هذا القرار حسب ذات المصادر لم يأت بصورة عشوائية، بل جاء بعد نقاش وتشاور مطول وبعد نفاد صبرهم، إضافة إلى تماطل الإدارة، التي لم تأخذ بمطالب وانشغالات الطيارين بجدية، وكانت في كل مرة تقدم الوعود فقط• كما أن تراكم المشاكل زاد من تعقيد الوضع، مما جعل الطيارين يقدمون على هذا الخيار إلى حين الوصول إلى حلول ملموسة• وذكرت المصادر نفسها أن قائمة الطيارين كانت تضم مدربين وقائدي طائرات، وحتى مساعدي طيارين، وهي لا تزال مفتوحة أمام هؤلاء للسير على درب زملائهم الذين هاجروا في وقت سابق، وهم يعملون الآن في الخارج، وأثبتوا جدارتهم• وعن الإضراب الذي سيشرع فيه الطيارون شهر جوان المقبل، اتصلت''الفجر'' بخلية الاتصال بشركة الخطوط الجوية الجزائرية، فكان الرد من هذه الأخيرة ''لحد الساعة لم تردنا معلومات حول القضية''•