أجّلت المديرية العامة للشركة الوطنية للمحروقات للمرة الرابعة على التوالي تاريخ إطلاق المناقصة الدولية والوطنية للاكتتاب في العروض التجارية لإنجاز مشروع مصفاة البترول الخام الجديدة بولاية تيارت، باستثمارات نظرية تقارب 6 ملايير دولار وحسب مسؤولين ب"سوناطراك" فإن لجنة تقييم العروض التابعة لفرع "سوناطراك لنشاطات المصب" أوصت في تقرير لها مؤرخ في 17 مارس الجاري المديرية العامة للشركة ب "التريث" في إطلاق المناقصة الذي تحدد في 3 أفريل المقبل وتأجيله إلى تاريخ لم يتم تحديده بعدُ، بعد محاولات ثلاث لإعلانها في جانفي، سبتمبر ونوفمبر من العام الماضي. وبرّرت اللجنة في تقريرها توصيتها بمنح فترة إضافية أمام أعضاء اللجنة لتوفير رؤية كافية عن مدى استعداد الشركات المكتتبة في المناقصة الأولية الخاصة بالعروض التقنية للدخول في مرحلة إنجاز أكبر مشروع للبتروكمياء بالجزائر، علما أن مراسيم فتح العروض التقنية الخاصة بدراسات مشروع المصفاة المنظمة في 19 أكتوبر 2009 كشفت عن قبول أوّلي لأربع مجمعات دولية تتنافس للفوز بالدراسات التفصيلية للمشروع بطاقة معالجة نظرية تتجاوز 15 مليون طن من البترول الخام سنويا، وستسمح من رفع الطاقة الإجمالية للتكرير إلى 42 مليون طن مع حلول سنة 2014. ونفت مصادرنا أن يكون تأجيل إطلاق مناقصة الاكتتاب التجاري لمشروع مصفاة تيارت يعني التوجه لإلغائه بشكل نهائي أو قد تم التخلي عنه لأسباب مالية، بقدر ما هو أسلوب احترازي لجأت إليه إدارة "سوناطراك" بهدف افتكاك عروض تجارية تضمن مستوى نوعية الإنجاز بتكلفة أقل. وتجدر الإشارة إلى أن المناقصة الدولية والوطنية الخاصة بالعروض التقنية المعلنة في أفريل 2009، كشفت عن قبول أربعة عروض من أصل 10 شركات سحبت دفتر الشروط من ضمن 15 شركة أبدت اهتمامها بالمناقصة، قبل أن يتم إسقاط خمس شركات في مرحلة التطهير التي تهدف لضمان اختيار مجمعات قادرة ماليا وتقنيا لتجسيد دراسات بمعايير عالمية للمشروع. وقبلت لجنة تقييم العروض التابعة لفرع "سوناطراك لنشاطات المصب" آنذاك عرض شركة "تكنيك" الفرنسية، "سونيبيك" الصينية و"سي.بي.اي.اي لوموس" السعودية، علاوة على عرض المجمع الإيطالي "سيبام-شرويد" مع تحفّظ اللجنة على ملف هذه الأخيرة، بعد أن تقدمت "سييبام" بملف أحادي في مرحلة التطهير، غير أنها تحالفت مع مواطنتها "شرويد" عند الاكتتاب للعروض التقنية. كما رفضت اللجنة العرض الخامس الذي تقدّمت به شركة "انجاني أنديا المحدودة" الهندية. وستنتج مصفاة تيارت مواد مكررة عالية النظافة وخاصة البنزين بدون رصاص والمازوت النقي ومختلف المواد المكررة الرفيعة، ما سيمكّن الجزائر من رفع صادراتها من المواد المكررة، واستحداث أزيد من 3 ألف منصب شغل عند الإنجاز وألف منصب جديد ودائم عند دخولها مرحلة الاستغلال.