لا يمر يوم دون أن يشهد الشارع الخنشلي تجمعات واحتجاجات يصنع فتيلها مواطنون وموظفون أكثرهم شباب في موجات عارمة هنا وهناك وعلى محاور الطرقات الوطنية بسبب واقع التنمية المزري الذي يعكسه سوء التسيير، ذلك ما تجلى، صباح أول أمس في موجة جديدة من الاحتجاجات عندما تجمع العشرات من سكان بلدية انسيغة، الواقعة في الجهة الجنوبية الشمالية على بعد 5 كلم من مقر عاصمة الولاية خنشلة. المحتجون أقدموا على غلق الطريق الوطني رقم 80 وبوسط مقر البلدية وذلك بوضع المتاريس والحجارة أمام الحركة المرورية، وقد حضر رئيس البلدية بمعية مصالح الأمن لعين المكان في محاولة منهم لكسر الاحتجاج وتفريق المتظاهرين الذين لم يخفوا استياءهم العميق مما سموه بسوء التسيير الذي شلّ بلديتهم وسبّب ركودا في التنمية في شتى المجالات، كما نادوا بجملة من المطالب، منها القطب الجامعي الجديد الذي يذكرون عنه أنه تحوّل إلى وجهة أخرى بعد وضع حجر الأساس، فضلا عن المطالبة بالإسراع في ترميم سكناتهم الهشة وإصلاح الطرقات التي تغيب عنها كل معالم الحضارة، دون الحديث عن حاجتهم لمياه الشرب التي غابت عن حنفياتهم، لقاعة استعجالات والإنارة العمومية ومراكز الترفيه في ظل البطالة التي يعاني منها أغلب شباب البلدية، ما فسح المجال أمام بعضهم بالانغماس في تعاطي كل أنواع الآفات الاجتماعية التي أصبحت تنخر أجسادهم. يذكر أنه بعد ساعتين تم احتواء الاحتجاج من قبل مصالح الأمن الذين شاركوا في إزالة المتاريس والحجارة وإفساح حركة المرور بعد إقناع الشباب بنقل معاناتهم للجهة المسوؤلة للتكفل بها. من جهة أخرى، توافد العشرات من عمال الصحة الجوارية من متوسة وانسيغة وبغاي وعين الطويلة والحامة إلى مقر المؤسسة الاستشفائية للصحة الجوارية وقاموا بحركة احتجاجية حاملين لافتات تعلن دخولهم في إضراب عن الطعام ما دام لم تظهر نتائج التحقيقات التي باشرتها المصالح الولائية المعنية على خلفية الاحتجاجات التي عرفتها مؤسستهم في السابق بعد اتهامهم لمدير المؤسسة بسوء التسيير والحڤرة وسوء المعاملة وتشغيلهم أكثر من طاقتهم، خاصة عمال الشبكة الاجتماعية والإدماج المهني والمتعاقدين بالعمل بنظام 05 ساعات، كما ندّدوا بتحويل مقر المؤسسة الصحية بانسيغة إلى إدارة المصالح الشخصية وعقد لقاءات مع من ليست لهم أية صلة بالمؤسسة، كما احتجوا على إصابة أحد العمال بداء الفيروس الكبدي نتيجة تحميل الإدارة العامل مسؤولية نقل النفايات الطبية. للإشارة، فإن مفتش العمل بالولاية وعدهم بحل معضلتهم في القريب العاجل بعد تحويل مطالبهم بأمانة إلى الجهات الوصية. أما والي الولاية فطالب بتقارير مفصلة عن المطالب المرفوعة من المحتجين من مختلف المؤسسات كدار الثقافة والمؤسسة الجوارية والمذبح البلدي ومؤسسة الأم والطفل.