طرح الخبراء، بعد مقتل عشرة معارضين ليبيين في غارات جوية للائتلاف الدولي، عدة تساؤلات حول دوافع قوات التحالف من إطالة الحرب في ليبيا، سيما أن قوات التحالف الدولية معروف عنها قدرتها على إلحاق هزائم بأعدائها لما لها من إمكانيات هجومية تمكنها من توجيه ضربات جد دقيقة من على بعد عشرات الكيلومترات باستخدام أشعة الليزر التي تحدد الهدف بدقة غير أن الأنباء التي تواترت أمس، على لسان أحد المعارضين الليبيين الذي أكد أن ضربة جوية للائتلاف الغربي أصابت مجموعة من المعارضين على المشارف الشرقية لبلدة البريقة، مما أسفر عن سقوط عشرة قتلى على الأقل، مؤشر على مخطط ما يهدف لإطالة الحرب. هذا ويتزامن تشكيك الخبراء والمراقبين في نوايا القوات الدولية في تسييرها للأمور في ليبيا مع كشف صحيفة “النيويورك تايمز” لوثائق تؤكد قيام جهاز الاستخبارات الأمريكي بتحريك العمليات في حرب ليبيا. وقال الخبير العسكري اللواء محمد قدري، مستشار الشؤون العسكرية في مركز الأهرام للدراسات، في اتصال هاتفي مع “الفجر”، أن القوات الدولية تسعى إلى إطالة الحرب من أجل تحقيق أهداف استراتيجية في المنطقة. ولم يستبعد الخبير العسكري من أن تكون تلك الأهداف تتضمن مخطط تقسيم ليبيا على الحدود النفطية التي تدور فيها المعارك وقال قدري: “حرب الكر والفر التي تراوح المناطق النفطية الاستراتيجية، لا تعني أن هناك تكافئ في موازين القوى”. وأوضح المستشار العسكري أن كون سرت هي المحطة الثانية للثوار في حال تقدمها نحو طرابلس جعل من الأمر يشبه المؤامرة المشتركة ضد ليبيا وقال: “سرت هي منطقة القذافي، وهي غنية أيضا بالبترول، والسيطرة عليها يعني سقوط العقيد، بينما تقدم كتائبه نحو بنغازي يعني حرب أهلية، ولن يسمح المجتمع الدولي بتلك الخيرات، وهي ما يعزز من احتمال توقف الحرب في منطقة البريقة ومصراتة وعدم تجاوزها لتلك المناطق لغاية إيجاد حلول سياسية”. من جهة ثانية، سمح تراجع قوات الثوار بنغازي بتجمع كتائب القذافي في حقل 103 وفي عدد من الحقول النفطية الهامة، كما تمكنوا من قصف بعض التجمعات من أجل إحكام السيطرة على مدينة جالو، والزياتين ومصراتة، وتلك المناطق توجد ضمن مناطق ليبيا الشرقية وتبعد حوالى 200 كيلو متر من مدينة أجدابيا الشموخ و400 كيلو متر من بنغازي الثورة التي لا تزال تشهد حصارا أمنيا شديدا حولها إلى مدينة أشباح على حد وصف تقارير صحيفة “ليبيا اليوم”، التي قالت بأن أهمية المنطقة الاستراتيجية هو ما يجعل من الحرب تراوح تلك المنطقة منذ أسابيع. وتؤكد التقارير أن القذافي يعول على النفط كسلاح أساسي في حربة ضد الشعب الليبي، وتشير إلى أن القذافي سيحاول السيطرة على مصادر الثروات النفطية الموجودة في الواحات والتي هي المصدر الرئيسي للموني، البريقة وراس لانوف وطبرق والزويتنة وحتى مصفاء أبو كماش عن طريق شركة “إيني” المتواجدة في حقول أبو الطفل جالو. هذا ويشكك الخبراء في أن تكون لقوات التحالف الدولية نوايا حسنة في حرب ليبيا، ويقول الخبراء أن هناك تباينا واضحا في نوعية الدعم لثوار بنغازي وطبيعة الضربات، ففي وقت تشدد قوات التحالف على المنطقة الشرقية، لا نرى شيئا بخصوص مصراتة والتي يتعرض السكان المدنيون فيها إلى مجازر وسكانها أكثر من نصف مليون يعيشون في حصار شديد لأكثر من عشرين يوما بدون ماء ولا كهرباء وظروف صحية ومعيشية صعبة، ومع هذا لم نر من قوات التحالف أي دعم يذكر، بل نرى ونسمع أن كل يوم تدخلها قوات جديدة من قوات القذافي من جهة زليطن ومن جهة سرت وتاورغا ومن جهة بن وليد، وهي تستعمل الطرق الرئيسية وهي طرف مفتوحة وأهداف سهلة، ولكن لم نر أي عملية ضد تلك القوات. أما في منطقة الجبل الغربي فلا تزال تؤكد الأنباء الواردة من هناك، كل يوم على لسان الناطق الرسمي باسم الثوار، عن تواجد دبابات وراجمات القذافي في أماكن مكشوفة ومن السهل استهدافها، ولكن لم تقم قوات التحالف ولا قوات الثوار بتوجيه أي ضربة موجعة لهم تدفعهم للتراجع أو الاستسلام، رغم ما تقوم به كتائب العقيد القذافي من محاصرة وقص للمدنيين.