يشتكي منتجو حليب الأبقار على مستوى منطقة عنابة من تراجع معدل الاستثمار في هذا القطاع الاستراتيجي، بسبب سوء التنظيم والتناقص بين القوانين وما يتعرض له المربي إضافة إلى غلاء الأعلاف، مع المطالبة بمراجعة سعر الحليب، خاصة الغني بالدسم عبّر أكثر من 80 مربيا للأبقار الحلوب بمناطق برحال والشرفة والعلمة وعين الباردة، عن امتعاضهم الشديد إزاء العراقيل التي قد تعصف بالقطاع وتتسبب في شل نشاطهم. يحدث هذا، حسب أحد المنتجين للحليب، في الوقت الذي تراهن الحكومة على تعزيز إنتاج الحليب و رفعه لما يزيد عن 5 ملايير لتر سنويا، وهي حاجيات الجزائر من هذه المادة الإستراتيجية إلا أن أغلب المربين يرمون إنتاجهم في الأودية نظرا لعدم وجود جهة تقبل حليبهم، وهو الأمر الذي أثر على قطاع شعبة الحليب بعنابة، حيث إن إنتاج الولاية يقدر ب36 مليون لتر سنويا، إلا أن 8 بالمائة فقط من الإنتاج توجه إلى وحدات الحليب، يحدث هذا في وقت يستفيد منه آلاف الفلاحين من برامج الدعم الفلاحي وصرفه في خدمة الأبقار، إلا أن المنتوج الإضافي للحليب يبقى في السوق دون بيعه لأن مصالح تحويل الحليب العمومية منها والخاصة لا تقبل سوى بالكمية المعتادة التي تأخذها من المربي دون زيادة لرفع معدل التوازنات المالية للشركات التي تعتمد على الحليب المجفف في التصنيع، إضافة للحليب الطازج في الوقت الذي ترفض مراكز تحويل أخرى استقبال الحليب الطازج وتعتمد كليا على الحليب المجفف مما تسبب في تسجيل خسائر كبيرة للمربين بعنابة. وفي سياق آخر، طالب منتجو الحليب برفع سعر الحليب الذي تصل نسبة الدهون فيه إلى 36 غراما في اللتر إلى 35 دج، مطالبين أيضا مراكز التحويل بإدراج منتوجهم ضمن أولويات القطاع الفلاحي لأنهم يتكبدون خسائر دون تحقيق استثمار حقيقي رغم غلاء الأعلاف و نقص المياه التي يضطرون لشرائها في كثير من الأحيان مما يتسبب في مضاعفة التكاليف، ولم يغفل مربو الأبقار الحلوب بعنابة عن مطالبة وزير الفلاحة بن عيسى بإيجاد حلول جذرية لهذه الانشغالات.