بالرغم من الأزمة الخانقة للسكن التي تشهدها بلدية بني تامو، بولاية البليدة، بدليل عدد الطلبات المتزايد للسكنات الذي فاق 3000 طلب، حسب المسؤولين المحليين، إلا أن مختلف الرؤساء الذين مروا على المجلس البلدي طيلة الأربع عشر سنة الماضية، تخلوا عن واحد من بين المشاريع القليلة التي استفادت منها هذه الأخيرة سنة 1997. ويتعلق الأمر بحصة 96 مسكن في إطار سكنات “الارشبي” التي تحولت مع مرور السنوات إلى مرتع للمنحرفين ووكر للفساد والرذيلة، قبل أن تناله يد التخريب الذي طاله وشوه صورته، رغم أن أشغال ذات المشروع وصلت في وقت سابق إلى نحو 80 بالمائة قبل أن تتوقف نهائيا، وهو ما يطرح العديد من علامات الاستفهام حول سر هذا الإهمال وعدم المسؤولية في حماية حصة بهذا الحجم في بلدية تئن تحت وطأة انعدام العقار لإنشاء حصص سكنية أخرى لفائدة مواطنيها. وحسب إفادات البعض من هؤلاء ممن تحدثوا ل “الفجر”، فان الحصة المذكورة والموزعة على مستوى كل من حيي المرجية وسي هارون، تحولت إلى مفرغة عمومية للنفايات، مؤكدين أن الأمر مستمر منذ سنوات، دون أن تكلف أي جهة نفسها عناء التدخل للقضاء على الظاهرة، حيث أن قرابة 1800 من قاطني السكنات الهشة بالبلدية لا يزالون يحلمون بالاستفادة من هذا المشروع الذي طاله الإهمال والتقصير. وحسبما استقيناه من مصالح بلدية بني تامو، فإن المجلس الحالي، قرر مؤخرا الخوض في هذا الملف، بفتح ملفات الطلب من أجل الإفراج عن قائمة المستفيدين. وحسب مصدرنا فمن المتوقع أن يتم الإفراج عن قائمة المستفيدين من تلك السكنات شهر جوان المقبل، بالنظر إلى الطلبات الكثيرة التي يجب دراستها قبل الإعلان عنها تفاديا لأي انزلاقات محتملة، لاسيما أن الولاية سبق وأن شهدت خلال الأسابيع القليلة الماضية سلسلة من الاحتجاجات عقب الإعلان عن قوائم المستفيدين من السكنات ببعض البلديات.