يتكبد ثوار 17 فيفري المزيد من الخسائر على خط النار في مجابهة كتائب العقيد معمر القذافي على حدود مدينتي أجدابيا ومصراته. ويؤكد مرصد حالة الكر والفر في ليبيا أن ثمانية أفراد من الثوار على الأقل قتلوا أمس في تجدد قصف كتائب القذافي للمعارضة هذا، وبينما يحاول الحلف الأطلسي الضغط على القذافي من خلال توجيه ضربات على قصر العزيزية بطرابلس حيث يتحصن القذافي، عرض التلفزيون الليبي أمس الأول لقطات لمعمر القذافي في سيارة مكشوفة في طرابلس، وقال إن اللقطات صورت أثناء قصف حلف شمال الاطلسي للعاصمة الليبية. وفي وقت يبدو فيه أن القذافي مصر على العزف على أوتار الضربات والخرجات، أوضحت تصريحات قادة قوات التحالف انقساما في المواقف حول طريقة الرد على مقاومة القذافي في يومها ال 57 يوما. في هذا الصدد تخوض فرنسا وبريطانيا حربا سياسية من أجل إقناع دول التحالف، في مقدمتهم أمريكا، بتوسيع الضربات الجوية لتشمل مراكز الخدمات اللوجستية ومراكز اتخاذ القرار في جيش القذافي. وجددت الولاياتالمتحدة والحلفاء الأوروبيون رفضها الدعوات الفرنسية والبريطانية للحلفاء بالمشاركة بشكل أكثر فاعلية في العمليات الجوية في ليبيا على الرغم من المخاوف التي تحيط بحالة الجمود العسكري التي دخلت فيها الحرب. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية، هيلاري كلينتون، أمام اجتماع لوزراء حلف شمال الأطلسي “مع استمرار مهمتنا تزداد أهمية الحفاظ على عزيمتنا ووحدتنا.. القذافي يختبر عزيمتنا”، لكن الوزيرة الأمريكية لم تعط أية إشارة تفيد باستعداد واشنطن للمشاركة بشكل كامل في الهجمات. وقالت إسبانيا إنها لا تنوي الانضمام الى الحلفاء السبعة الذين يشاركون في العمليات ضد ليبيا. وقالت إيطاليا، القوة الاستعمارية السابقة لليبيا، إنها تحتاج إلى أسباب مقنعة للانضمام إلى عمليات التحالف. وشدد وليام هيج، وزير الخارجية البريطاني، على أن ملف الدخول في مواجهة برية مع كتائب القذافي ليس مطروحا، مشيرا في حديث له مع وسائل الإعلام العالمية بعد أن أجرى محادثات مع وزيرة الخارجية الامريكية، هيلاري كلينتون، إلى أن بلاده تجري محادثات مع دول أخرى لتقدم المزيد من الطائرات للحملة الجوية التي يشنها حلف شمال الاطلسي على ليبيا وأن بعض التقدم تحقق في هذا الصدد. وقال هيج: “نتحدث مع دول أخرى حول توفير مزيد من الأدوات الهجومية”، وأضاف “بالقطع حققنا بعض التقدم في هذا الصدد ولذلك آمل أن يتوفر المزيد من الادوات الهجومية لحلف الأطلسي”. هذا، وتعهدت فرنسا وبريطانيا والولاياتالمتحدة بمواصلة حملتهم العسكرية على ليبيا حتى يترك القذافي السلطة، رغم أن المعارضة تقول إن حملتهم فشلت حتى الآن في منع قوات القذافي من قتل المدنيين. وصرح لونجيه بأن فرنسا تقدر أنه من الصعب على الولاياتالمتحدة أن تقوم بالمزيد من المشاركة في ليبيا نظرا لارتباطاتها طويلة الأمد في العراق وأفغانستان وأكد على أهمية التوصل الى حل سياسي للأزمة. قال وزير الدفاع الفرنسي، جيرار لونجيه، أمس، حول توسيع العمليات العسكرية “هذا هو سبب أن فرنسا وبريطانيا تريدان إظهار تصميما بما في ذلك توجيه ضربات لمراكز اتخاذ القرار العسكرية في ليبيا أو المستودعات اللوجستية التي لم تستهدف حتى الآن”. وقال لونجيه لقناة “أل. سي. إي” التلفزيونية “لماذا.. لأننا إذا كنا نريد تجنب الحرب الأهلية يجب تحييد قوة الجانب الآخر ولذلك فإن الضربات التي نطالب بها لا تهدف الى تسليح المعارضة. ليس هدفنا تنظيم جبهة، وإنما هدفنا عودة قوات القذافي إلى ثكناتها”. من جهته، أكد عضو بالمجلس الوطني الانتقالي المعارض ل “رويترز” يوم الخميس، إن الغرب يجب أن يكثف عملياته ويفكر في تسليح المعارضة أو إرسال قوات لقتال قوات القذافي إذا أراد وقف قتل المدنيين في مدينة مصراتة المحاصرة بغرب البلاد. وقال سليمان الفورتية أثناء زيارة قصيرة لباريس، إن الأسلحة تصل إلى المعارضين وإن المنشقين عن جيش القذافي يدربونهم على استخدامها. ولكنه قال إن ثمة حاجة إلى مزيد من المساعدة لوقف هجوم القذافي.