أيام فقط قبل أن يبلغ عمر الثورة الليبية شهره الثاني، يواصل حلف شمال الأطلسي الناتو، توجيه ضربات لكتائب القذافي تخطئ أهدافها، وتقتل المزيد من المدنين. وحسب التلفزيون الليبي فإن غارة جوية جديدة للناتو أدت، أمس، إلى مقتل عدد من المدنيين ورجال الشرطة في بلدة ككلة جنوبي العاصمة طرابلس فرنسا وبريطانيا تصفان جهود الناتو بغير الكافية.. وحديث عن صومال جديد هذا وتعكس تصريحات زعماء الدول الكبرى التي تقود حملة الإطاحة بالعقيد رغبة جديدة للقوات الدولية في إنزال قواتها البرية على أراضي ليبيا. معتبرة جهود حلف الناتو الجوية ضئيلة وغير كافية، وتتعز تلك الرؤية في وقت يؤكد الثوار على مقتل ثلاثة أفراد منهم يضافون إلى الحصيلة الثقيلة التي يتكبدها الثوار كل يوم بسبب سقوط صواريخ قوات القذافي بين بلدة أجدابيا وبلدة البريقة النفطية، التي تعتبر الحدود الاستراتيجية للحرب الليبية. يؤكد المراقبون والخبراء على خطورة تصريحات وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه الأخيرة حول جهود الناتو، فيما أشار بوضوح إلى ضرورة أن تتجه القوات الدولية إلى خيار الإنزال البري والدخول في خط المواجهة البرية مع كتائب العقيد معمر القذافي بدلا من الاكتفاء بتوجيه ضربات جوية. وقال جوبيه، أمس، إن حلف شمال الأطلسي لا يبذل جهدا كافيا لحماية المدنيين في ليبيا وذلك بعد يوم من انهيار خطة إفريقية لوقف المعارك في ليبيا. وأوضح الخبراء في المجال العسكري أن وصف جوبيه لجهود الناتو بغير الكافية، سوف يعزز من خيار المواجهة البرية. وقال اللواء العسكري صفوت الزيات إن فرنسا تحاسب نفسها وتحاسب الناتو، عندما يتحدث ألان جوبيه بهذا الأسلوب فلديه حقائق، واتفاق غربي على خطوة جديدة سيتم الإعلان عنها خلال الأيام القريبة القادمة تأخذ منحى الخيار المواجهة البرية وعدم الاكتفاء بتوجيه ضربات جوية. القضاء على غباغبو للتفرغ لليبيا وأوضح الخبراء أن فرنسا سارعت إلى الانتهاء من ملف الزعيم الإيفواري غباغبو الذي قامت القوات الفرنسية بإلقاء القبض عليه وتسليمه إلى معارضيه، ما هي إلا خطوة تسعى من خلالها فرنسا إلى حشد قواتها البرية وتجيزها للقيام بمهام في ليبيا بعدما انتهت من غباغبو. في هذا الصدد تحدث جوبيه أن الحلف ينبغي أن يستهدف الأسلحة الثقيلة التي تحاصر مدينة مصراتة التي تسيطر عليها المعارضة في غرب ليبيا والتي دفع حصار قوات العقيد معمر القذافي الدامي لها المعارضة لوصف دعوة الاتحاد الإفريقي لوقف إطلاق النار بأنها بلا معنى. وأضاف جوبيه في تصريح ل”راديو فرانس إنفو” قبل التوجه إلى الدوحة اليوم لحضور اجتماع مجموعة الاتصال الدولية بشأن ليبيا: “يجب أن يلعب حلف شمال الأطلسي دوره كاملا. أراد أن يقود العمليات ونحن نقبل ذلك... يجب أن يلعب دوره اليوم وهذا يعني منع القذافي من استخدام أسلحة ثقيلة في قصف السكان”. وشكك جوبيه في قدرة القوات الدولية على تأمين المدنين في ليبيا وتوجيه ضربات موجعة إلى القذافي تحقق الإطاحة به، ووصف جهود الناتو في هذا السياق وبذلك الشكل بأنها غير كافية. من جهته قال وليام هيج وزير الخارجية البريطاني، أمس، إن على حلف شمال الأطلسي تكثيف جهوده في ليبيا لحماية المدنيين من هجمات تشنها قوات الزعيم الليبي معمر القذافي. وتابع للصحفيين عند وصوله لحضور اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ، ردا على سؤال عن الانتقادات الموجهة لحملة الحلف في ليبيا: “يجب أن نواصل جهودنا في الحلف ونكثف منها”. وتزامنت تصريحات فرنسا وبريطانيا مع تحذير أطلقها وزير الخارجية الليبي المنشق، موسى كوسا، لمجلس الأمن وبريطانيا وحلفائها على أن ليبيا ستكون صومال جديدة، مشيرا إلى ضرورة أن تواصل القوات الدولية جهودها وأن تتحمل كافة مسؤولية إنقاذ ليبيا من الوضع الإنساني المتردي الذي تعيشه معظم المدن في ليبيا، على حد قوله في مقابلة أجرتها معه هيئة الإذاعة البريطانية أمس الأول. قدرات العقيد القتالية لا تزال قائمة هذا وتوضح تقارير أمريكية على أن سلاح العقيد القذافي مازال قادرا على مجابهة ثوار بنغازي، وتشير التقارير إلى أن ترسانة كتائب القذافي لديها 15 ألف صاروخ مضاد للطائرات يطلق من الكتف، وهو ما قيد استخدام القاذفات من طراز AC-130 في أماكن مثل “مصراتة، لأنها تحلق على علو منخفض وببطء لتسديد ضربات دقيقة، ما يجعلها أهدافاً سهلة. و على الصعيد الميداني عاد الحديث وبقوة عن حماية المدنيين خاصة في مصراتة وأجدابيا، التي تؤكد التقارير الواردة من هناك على أن سكانها يعانون أزمات إنسانية حادة في ظل تواصل القصف وتوقف الإمدادات الإنسانية. وفي هذا السياق أوضحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها ستفتتح مكتبا في طرابلس تلبية لدعوة من الحكومة الليبية، وأنها سترسل قريبا فريقا إلى مدينة مصراتة لمساعدة المدنيين الذين حاصرهم القتال.