سادت حالة من التفاؤل في إسبانيا بشكل عام أمس بعد تعادل ريال مدريد وضيفه برشلونة في مباراة الكلاسيكو التي جمعت الفريقين مساء أمس الأول ضمن منافسات المرحلة الثانية والثلاثين من الدوري الإسباني لكرة القدم كانت مباراة أمس الأول هي الأولى من أربع مباريات تجمع بين عملاقي الكرة الإسبانية في غضون 18 يوما، وهو ما لم تشهده الكرة الإسبانية من قبل. ويلتقي الفريقان الأربعاء المقبل في فالنسيا في نهائي كأس ملك إسبانيا، وبعدها يلتقي الفريقان ذهابا وإيابا في الدور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا. وخلف التعادل بين الفريقين في الدوري الإسباني على ملعب “سانتياغو برنابيو” مذاقا جيدا سواء بالنسبة للإعلام أو المشجعين. وأبدت وسائل الإعلام في مدريد شيئا من خيبة الأمل لأن التعادل قلص آمال الريال بشكل كبير في انتزاع اللقب، حيث خاض برشلونة المباراة متفوقا بفارق ثماني نقاط على ريال مدريد وحافظ على الفارق بالتعادل، وذلك قبل ست مباريات من نهاية المسابقة. ومع ذلك ظهرت السعادة في كتابات الصحف في مدريد للطريقة التي كافح بها الفريق من أجل إدراك التعادل رغم أنه عانى من النقص العددي ولعب لمدة 40 دقيقة بعشرة لاعبين فقط. وكان المدافع راؤول ألبيول طرد من صفوف الفريق الملكي في الدقائق الأولى من الشوط الثاني بسبب ارتكابه خطأ داخل منطقة الجزاء منح برشلونة ضربة جزاء سجل منها النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي هدف التقدم. ومع ذلك لم يفقد ريال مدريد الأمل وتمكن النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو من تسجيل هدف التعادل من ضربة جزاء أخرى قبل ثماني دقائق من نهاية المباراة. وكتبت صحيفة “ماركا” الصادرة في مدريد في أحد عناوينها “تعادل بطعم الفوز”، وأشادت الصحيفة بلاعبي الريال “لرفضهم فقدان الأمل” و”كفاحهم حتى صافرة النهاية”. وذكرت ماركا أيضا أن مورينيو “بدأ تغيير التاريخ” لأنها أول مرة يتفادى فيها ريال مدريد الهزيمة أمام برشلونة منذ عام 2008. ووجهت ماركا سؤالا لقرائها عقب المباراة “هل تعتقدون أن ريال مدريد أصبح أكثر قوة؟” وقد أجاب 53 بالمئة بكلمة “نعم”. ومن جانبها أيدت صحيفة “آس” رأي إيكر كاسياس حارس مرمى ريال مدريد حيث قال إن “هناك أشياء إيجابية بالنسبة لنا نخرج بها من هذه المباراة”. وأشادت آس بوجه خاص باللاعب الألماني مسعود أوزيل لمشاركته من مقعد البدلاء “وتغيير طبيعة المباراة”، وأكدت أنه من المفترض أن يشارك صانع الألعاب الألماني في التشكيل الأساسي للريال في مباراة الأربعاء المقبل. وأبدت آس تذمرها بدعوى أنه كان من المفترض أن يحصل دانييل ألفيش على الإنذار الثاني للخشونة مع مارسيلو. بينما علقت محطة “كادينا كوبي” الإذاعية في مدريد “ريال سيذهب إلى فالنسيا لخوض نهائي الكأس بدون ألبيول ولكن الفريق يتمتع بمعنويات عالية وروح جيدة، ويثق في قدرته على إمكانية هزيمة برشلونة. أما ردود الفعل في برشلونة فشهدت خيبة أمل شيئا ما من إخفاق برشلونة في الحفاظ على تقدمه أمام ريال مدريد بهدف ميسي، وكذلك انزعاج من قرارات الحكم سيزار مونيز فيرنانديز. وتغاضى مونيز عن احتساب ضربة جزاء لديفيد فيا لاعب برشلونة في الشوط الأول، كما أظهرت الإعادة التلفزيونية أن ألفيش لمس الكرة أولا قبل أن يعرقل مارسيلو في اللعبة التي أسفرت عن ضربة الجزاء لريال مدريد. ووجهت صحيفتا “موندو ديبورتيفو” و”سبورت” الكتالونيتان انتقادات قاسية للحكم مونيز فيرنانديز وادعت موندو ديبورتيفو أن الحكم “أنقذ الريال من هزيمة محققة”. وعلقت موندو ديبورتيفو بشكل إيجابي على استحواذ برشلونة والفرص التهديفية التي صنعها، مشيرة إلى أن “هناك العديد من الأسباب التي تدعو للتفاؤل” فيما يتعلق بالمباريات الثلاث الأخرى. ومن جانبها ذكرت صحيفة سبورت “إنه ليس تعادلا، وإنما انتصار كبير”، في إشارة إلى تقدم برشلونة بفارق ثماني نقاط في صدارة الدوري الإسباني.