صدر، منذ أيام في الجزائر، بنشر مشترك بين منشورات أبيك الجزائرية ودار ماغلون وسي بباريس وايبورني الإيفوارية وإفريقيا الكاميرونية، كتاب “استقلاليات شاشا”، الكتاب الذي يقع في 206 صفحة من القطع المتوسط يعرض آراء ثلاثين كاتبا في الكتابة بلغة المستعمر وفي الوحدة الإفريقية، وفي مستقبل الأدب في أوطانهم وفي إفريقيا. الكتّاب من أربعة عشر دولة افريقية كانت كلها دول مستقلة سنة 1960، وهي موريتانيا، السنغال، مالي، بوركينافاسو، البينين، التوغو، ساحل العاج، النيجر، تشاد، الكاميرون، إفريقيا الوسطى، الغابون، الكونغو. الحوارات أجراها كلار جيرولد وسيلين موزار. عنوان الكتاب مأخوذ من أغنية للمغني الانغولي جوزيف كابزال تشامالا، المعروف بكالي العظيم، التي تعد رمزا للوحدة الإفريقية في تلك السنوات. ليس الاستقلال وحده أو فرحة الاستقلال والتحرر وحدها ما جمعت هذه الدول الإفريقية، بل ما يحاول الكتاب توضيحه هو وجود أفق لوحدة الشعوب الإفريقية واتحادها في الآداب الإفريقية المكتوبة في الكثير من أقطارها باللغة الفرنسية، هذه اللغة التي كانت أداة لسلب هوية الأفارقة وحريتهم كيف تصبح اليوم وسيلة لجمعهم حول قيم الكتابة والحرية والعيش المشترك والتفكير في مستقبل مشترك. يقول مقدم الكتاب بيار أستيي: “ما هو الاتحاد الإفريقي؟ شيء مثالي؟ حلم؟ في كل الأحوال هو هذه الحركة السياسية والثقافية التي تهدف إلى توحيد الأفارقة وأبنائهم خارجها وإلى تعزيز الشعور بالتضامن بين شعوب العالم الإفريقي، إلى تمجيد الماضي الإفريقي وإلى تشكيل هوية إفريقية. إن الطموح إلى الاتحاد الإفريقي المهم إلى هذه الدرجة والمرغوب بحماسة كبيرة لم يوجد أو لا يوجد في أغنية فقط لجوزيف كاباسيلي تشامالا المعروف بكالي العظيم، إنه رمز قوي رمز تجمع إرادة الأفارقة سنة 1960”.. الآداب الإفريقية أيضا في غليانها المبدع هي عبقرية أخرى تلامس كل الحقول الفنية وتسحب بامتياز القبيلة إلى ثقافة متعددة لم نشعر بعد بلا شك باشعاعها القوي في العالم..”.