شهدت عمارات حي 200 مسكن تساهمي بسيدي عيسى، المحاذية لجامعة سعد دحلب بولاية البليدة، بداية الأسبوع الجاري، اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي، ما انجر عنه إصابة عدد من المواطنين بأعراض مرضية مختلفة. وحسب عدد من قاطني الحي، فإن ساكني العمارة رقم 3 الأكثر تضررا من هذه الوضعية، لاسيما منهم الأطفال والمتقدمون في السن، حيث عانوا من حالات إسهال وقيء حادة مباشرة بعد استهلاكهم للمياه التي تصل إلى حنفياتهم، فيما تم تسجيل حالة استقرار في حالتهم الصحية في وقت لاحق. من جهتها تنقلت عناصر من الدرك الوطني إلى عين المكان لرفع تقرير عن الواقعة، وهو ما قام به أعوان ديوان الترقية والتسيير العقاري، حيث تنقلوا إلى حي 200 مسكن الذي يقول قاطنوه إنهم تسلموا مفاتيح شققهم وبها الكثير من النقائص، وهو ما يفسر اليوم اهتراء قنوات مياه الشرب، الأمر الذي كاد يؤدي إلى كارثة وبائية، علما أن عمر هذا التجمع السكاني لا يزيد عن العامين، حيث يعود تاريخ تسليمه إلى سنة 2009. وغير بعيد عن هذا الموقع يشتكي سكان حي كاف الحمام بأولاد يعيش من ذات المشكل، أي اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي، بسبب اعتمادهم على التصريف التقليدي للمياه القذرة التي تخرج من الوادي المحاذي لتجمّعهم السكاني. تجدر الإشارة إلى أن ولاية البليدة سجلت العام الماضي ما يناهز 106 حالة من مرض الفيروس الكبدي “ا”، بنسبة 50 بالمائة من إجمالي الأمراض المتنقلة عن طريق المياه والحيوان، علما أن غالبية تلك الحالات رصدت بحي الزيتون بقلب مدينة الورود، إثر اختلاط مياه الشرب مع قنوات الصرف الصحي، ما يستدعي اليوم تدارك العديد من النقائص التي تشوب مختلف الشبكات التحتية لتفادي تسجيل حالات وبائية أخرى.