منحت كتائب العقيد معمر القذافي، فرصة للمعارضة لإعلان نصر وهمي، سرعان ما ثبت عكسه، بعدما أكد نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم أن قوات النظام لم تغادر مدينة مصراتة إلا أنها علقت عملياتها ضد الثوار للسماح للقبائل بإيجاد حل سلمي خلال مهلة 48 ساعة، مشيرا إلى أن معركة مصراته ستحل سلميا وليس عسكريا وتجددت المواجهات العنيفة بين طرفي الصراع في ليبيا مؤدية إلى ارتفاع عدد القتلى، في المدينة التي أصبحت تشبه مدينة أشباح أمام تدهور الأوضاع الإنسانية في مقابل صمت دولي وأجندات الحلفاء. وتنعطف الأوضاع في مدينة مصراته بسرعة نحو أزمة إنسانية حادة، في وقت لم يتمكن أي من طرفي الصراع من السيطرة الكاملة على المنطقة، وأوضحت المعارضة الليبية أن كتائب القذافي عادت إلى ما يشبه السيطرة الاستراتيجية على حدود مدينة مصراتة، التي دخلت فيها المواجهة حلقة مفرغة بين كر وفر، تؤكد المعارضة أن آخر حلقاتها سيطرة شبه كاملة، للقوات الموالية للعقيد معمر القذافي على بلدة رئيسية في منطقة الجبل الغربي النائية. بينما أوضحت التقارير أن مدينة مصراته لا تزال ، محاصرة ومعزولة عن العالم الخارجي منذ أسابيع، بسبب هجمات قوات القذافي وتجدد قصف صواريخ جراد والهاون المتبادل بينه وبين معارضيه. وتسكن بلدات الجبال الغربية مثل يفرن ونالوت قبائل الأمازيغ، وهي تركيبة عرقية تختلف عن بقية الشعب الليبي وتنظر إليها حكومة القذافي دائما بتشكك. واصطف الناس في طوابير من أجل إحضار الطعام والبنزين من تونس إلى المنطقة التي لم تلق نفس الاهتمام الدولي الذي لقيه حصار مصراتة أو الاشتباكات في الشرق، لكن المعارضة المسلحة في الجبال تضع قوات القذافي تحت الضغط. وقال أحد المعارضين بعد أن قدم نفسه باسم عزين “حقيقة إننا نسيطر على هذه البوابة الحدودية، يعني أننا كسرنا عزلة الإقليم الجبلي بعد عدة اسابيع”. هذا وتحاول القوات الدولية السيطرة على سماء طرابلس، بعد سماع أصوات ثلاثة انفجارات على الأقل في طرابلس، بعد تحليق طائرات لحلف شمال الأطلسي فوق العاصمة مما أدى إلى إطلاق نيران المدافع المضادة للطائرات. وشاركت منطقة الجبل الغربي في انتفاضة أوسع ضد حكم القذافي الممتد منذ أكثر من 40 عاما في فبراير شباط. وفر 14 ألف شخص على الأقل من العنف المتصاعد هناك على مدار أسابيع قليلة خلال المعبر الحدودي بالقرب من بلدة الدهيبة التونسية الجنوبية، قائلين إن المنطقة تواجه صعوبات شديدة بنقص المياه والطعام والأدوية.