تواصلت المعارك يوم الأحد في مدينة مصراتة الساحلية قرب العاصمة الليبية طرابلس التي حاصرتها القوات الموالية للنظام نحو شهرين بالرغم من انسحابها العسكري من المدينة وذلك وسط استمرار الأزمة في ليبيا و جهود ومساعي سلمية لإيجاد تسوية سياسية لإنهائها. وقد استمر يوم الأحد سماع دوي الانفجاريات والرصاص في مدينة مصراته الساحلية -التي تبعد 200 كلم شرق العاصمة الليبية طرابلس- حيث توالت الانفجاريات ليلا بالمدينة بدون انقطاع لا سيما راجمات صواريخ "غراد" التى يستخدمها الطرفان واستؤنفت بنفس الحدة ظهر يوم الأحد. وأفادت مصادر اعلامية وطبية بسقوط ثلاثة قتلى ظهر اليوم دون تحديد عدد الجرحى في المدينة والتي تشهد منذ أسابيع حرب شوارع دامية بين المتمردين والقوات الموالية للعقيد معمر القذافي. وقد أسفرت أعمال العنف يوم السبت عن سقوط ما لا يقل عن 28 قتيلا ومائة جريح "في اكبر حصيلة قتلى منذ 65 يوما" على بداية الحصار على ليبيا. وكان نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم قد أعلن مساء أمس السبت أن القوات الموالية للقذافي لم تغادر مدينة مصراتة (غرب ليبيا) إلا أنها علقت عملياتها ضد المتمردين للسماح للقبائل بإيجاد "حل سلمي" للنزاع. وقال الكعيم في تصريح له أن "القبائل مصممة على حل المشكلة في مهلة 48 ساعة" مضيفا "نعتبر أن هذه المعركة ستحل سلميا وليس عسكريا". وكانت الحكومة الليبية قد أعلنت منذ يومين انسحاب القوات الحكومية من مصراتة وأنه "أوكل إلى القبائل الموالية للعقيد معمر القذافي مهمة إنهاء النزاع بالمفاوضات أو بالقوة" بعد قرابة شهرين من المعارك بين المتمردين والقوات الحكومية فى ثالث أكبر مدينة فى ليبيا. وأعلن المتمردون الليبيون أنهم "حققوا انتصارا" على كتائب القذافي الامنية بعد قتال عنيف بين الطرفين أدى الى "انسحاب القوات الحكومية" من خطوط المواجهة فى المدينة. وأفاد المتحدث باسم المتمردين في مدينة مصراتة "جمال سالم" بانه "على الرغم من انسحاب قوات القذافي من مصراتة فانها لا تزال مرابطة خارجها في وضع يمكنها من قصفها". وعلى صعيد تطورات الأزمة الليبية نفذت طائرة أمريكية مقاتلة من دون طيار يوم السبت غاراتها الأولى على كتائب القذافي وذلك في سياق تكثيف الغارات الجوية التي يشنها حلف شمال الأطلسي. وقد دوت عدة انفجارات مساء أمس واليوم في طرابلس بعد تحليق كثيف للمقاتلات التابعة لحلف شمال الأطلسي. وذكر مصدر لقوات التحالف أن طائران الحلف نفذ خلال اليومين الماضيين 197 طلعة وغارة استهدفت بشكل خاص مركزي قيادة في طرابلس وثلاث دبابات وملجأ عسكريا ورادارين قرب مصراته. ومع استمرار المساعي الدولية لايجاد حل سلمي للنزاع الحالي في ليبيا و التوصل الى وقف اطلاق النار يواصل الإتحاد الإفريقي جهوده لإيجاد تسوية سياسية للأزمة اذ سيعقد بعد غد الثلاثاء بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا الاجتماع الوزاري لمجلس الامن والسلم للاتحاد الافريقي والمخصص لدراسة الوضع السائد في ليبيا حيث يشارك فيه الوزيرالمنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والافريقية عبد القادر مساهل. وسيدرس هذا الاجتماع -الذي يتضمن جدول اعماله قضايا مرتبطة بالسلم والامن في افريقيا- الوضع في ليبيا. كما سيدرس الاجتماع تطورات الوضع في ليبيا والوسائل المسخرة لتسوية الازمة في هذا البلد. وسيكون اجتماع مجلس السلم والامن مسبوقا يوم غد الاثنين باجتماع اللجنة الخاصة حول ليبيا والتي دعيت اليه البلدان الجارة. وضمن مساعي التسوية السياسية جددت روسيا اليوم موقفها الداعي الى إيجاد حل سلمي للأزمة الليبية والوقف الفوري لإطلاق النار على المدن الليبية. وبهذا الشأن ذكرت وزارة الخارجية الروسية اليوم أن ليبيا طلبت من روسيا القيام بدور للمساعدة في التوصل لتسوية سلمية لانهاء الأزمة السياسية المستعرة في البلاد. وجاء هذا الطلب الليبي في مكالمة هاتفية أجراها رئيس الوزراء الليبي البغدادي على المحمودي مساء يوم السبت مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تم خلالها استعراض تفاصيل الموقف الحالي في ليبيا وتأكيد رغبة حكومة طرابلس في التوصل لحل سلمي للأزمة الراهنة بمساعدة الحكومة الروسية . وشدد لافروف على أهمية سرعة المبادرة بوقف اراقة الدماء ووضع نهاية لمعاناة المدنيين الليبين.. داعيا من أجل تحقيق ذلك إلى ضرورة الإلتزام دون قيد أو شرط بتطبيق جميع قرارات مجلس الامن الدولي والوقف الفوري لاطلاق النار على المدن الليبية التي تشهد أعمال عنف ومن بينها مدينة مصراتة التي أعاد المتمردون سيطرتهم عليها. يذكر أن مجلس الامن الدولي أصدر منتصف شهر مارس الماضي قرارا بفرض منطقة حظر جوي على ليبيا مما مهد الطريق لعملية عسكرية ضد نظام العقيد معمر القذافي من جانب تحالف دولي بقيادة الولاياتالمتحدة قبل أن يتم نقل قيادتها إلى الحلف الأطلسي أواخر الشهر ذاته.