طرابلس تعرض تسوية سياسية للأزمة أكدت وزارة الخارجية الروسية أمس أن رئيس الوزراء الليبي البغدادي علي المحمودي أبلغ سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي في اتصال هاتفي استعداد طرابلس لتسوية سياسية للأزمة، ودعا إلى مشاركة موسكو في البحث عن سبل تحقيق تسوية سلمية للوضع في ليبيا. وقد نقلت وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي" أن رئيس الوزراء الليبي شدد على حرص السلطات في ليبيا على التوصّل إلى تسوية سياسية للنزاع، وقال أنه يريد أن تساهم روسيا في البحث عن تسوية سلمية. وفي الوضع الميداني قالت المعارضة المسلحة المتمركزة في مصراتة أمس أن طائرات حلف شمال الأطلسي التي تقصف مواقع ليبية منذ أكثر من شهر شوهدت وهي تحلق فوق مصراتة دون أن تقوم بأي ضربات جوية على أهداف في المدينة الواقعة غرب ليبيا، والتي تعرضت حسب ذات المصادر لقصف مكثف صباح أمس من قوات الزعيم الليبي معمر القذافي. ويأتي ذلك بعد أن كانت القوات الحكومية انسحبت منها بعد نحو شهرين من الحصار، وأشارت مصادر من المعارضة أن القصف بدأ في الساعات الأولى من الصباح واستمر حتى منتصف النهار واستهدف وسط المدينة وخاصة شارع طرابلس وثلاث مناطق سكنية أخرى، دون الإشارة إلى سقوط قتلى أو جرحى جراء ذلك، وأعلن نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم أن قوات النظام لم تغادر مدينة مصراتة إلا أنها علقت عملياتها ضد المتمردين للسماح للقبائل بإيجاد حل سلمي خلال مهلة 48 ساعة، وأضاف أن هذه المعركة "ستحل سلميا وليس عسكريا"، وذلك فيما كان المتمردون قد أعلنوا تحريرها أول أمس السبت، وقال الكعيم " إن القبائل الموالية للنظام في مصراتة ومحيطها ستتولى مهمة إنهاء النزاع مع المعارضة المسلحة في هذه المدينة "بالمفاوضات أو بالقوة" بعد انسحاب قوات القذافي منها. من جهة أخرى نفى أحمد قذاف الدم الأنباء الواردة من بنغازي بأنه جنّد مرتزقة من الصحراء الشرقية للتخريب في مناطق المعارضة، وأكد في بيان ورد لقناة "العربية" أنه منذ إعلان استقالته مع بداية الأحداث في ليبيا لم يعد له أي علاقة بالنزاع الدائر، لينفي بذلك أنباء تكلمت عن قبض أفراد المعارضة في بنغازي على عدد من المصريين البدو القريبين من الحدود المصرية الليبية والذين قيل أنه تم تجنيدهم من قبل أحمد قذاف الدم.وتحدثت مصادر أخرى عن مقتل 40 شخصا وجرح عشرات آخرون في قصف القوات الحكومية على مدينة مصراتة وانفجار كمائن نصبتها أثناء انسحابها من المدينة، وتكلم مصدر طبي عن تفخيخ قوات القذافي الجثث والسيارات أثناء انسحابها من مصراتة، وأضاف أن هناك معركة عنيفة تدور رحاها في مبنى المستشفى آخر معقل للقوات الحكومية في شارع طرابلسبالمدينة. وكان متحدث باسم المعارضة المسلحة قد أعلن في وقت سابق عن تحرير مدينة مصراتة من كتائب القذافي بعد شهرين من حصارها، وقال لرويترز في حديث هاتفي من مصراتة إن المدينة حرة وانتصر المعارضون فيها، وأضاف أن من بين قوات القذافي من قتل وإن آخرين منها يفرون. وقد أعلنت المفوضية العليا للاجئين والمنظمة الدولية للهجرة أن 550 ألف شخص فروا من المعارك في ليبيا منذ منتصف فيفري الماضي، وأكدتا أن تدفق النازحين مستمر، و أكدت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة لوكالة "فرانس برس" أن نحو 15 ألف شخص فروا من غرب ليبيا وعبروا الحدود نحو جنوبتونس خلال الأسبوعين الأخيرين، معبرة عن تخوفها من أن يكون ذلك بداية لنزوح أعداد كبيرة. هشام-ع/الوكالات