أحرج بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر، الرئيس الفرنسي نيكولا ساكوزي وزعماء الدول الأوروبية الذين يطالبون بضرورة تضافر جهودهم من أجل إيقاف موجات المهاجرين غير الشرعيين الذين يتوافدون كل يوم إلى أوروبا هربا من الأوضاع غير الإنسانية التي تمر بها الدول الإفريقية، لاسيما منها ليبيا وتعتبر رسالة البابا التي وجهها إلى العالم، يوم أمس، بمناسبة عيد القيامة، صفعة كبيرة لقادة دول أوروبا التي زاد التوتر بينها وبين إيطاليا بعد أن أغلقت فرنسا حدودها أمام القطارات القادمة من إيطاليا التي تقل مهاجرين أفارقة، وأعرب البابا عن أسفه الشديد لما تشهده المدن الليبية من أزمة إنسانية حادة. وحث أوروبا على الترحيب بالمهاجرين الفارين من الصراع في شمال إفريقيا تناول الأحداث في ليبيا التي خلف الصراع الأهلي فيها عشرات القتلى خلال الأشهر الثلاثة الماضية إلى أن تحل الدبلوماسية والحوار محل الأسلحة وحث على السماح بوصول المساعدات الإنسانية لمن هم في أمس الحاجة إليها. ورأس البابا (84 عاما) قداسا حضره أكثر من 100 ألف شخص في ساحة القديس بطرس التي زينت بنحو 42 ألف زهرة ونبات تبرعت بها هولندا لترمز إلى الأمل والحب. وخلال موعظته ركز البابا بنديكت الذي قدم التهنئة بعيد القيامة بخمس وستين لغة على التناقض بين بهجة موسم عيد القيامة والحروب والفقر والمعاناة في أنحاء العالم خاصة شمال إفريقيا. وقال “هنا في عالمنا هذا تتناقض بهجة عيد القيامة مع الصرخات والنحيب الناجمين عن الكثير من الأوضاع المؤلمة مثل الحرمان والجوع والمرض والحرب والعنف”. وقال البابا “لتأتي المساعدة من كل الجوانب إلى من يفرون من الصراع وللاجئين من الدول الإفريقية المختلفة الذين اضطروا إلى ترك كل ما هو عزيز عليهم”. وشكت إيطاليا من أن شركاءها الأوروبيين تركوها “لتتعامل بمفردها” مع آلاف المهاجرين ومعظمهم من تونس الذين وصلوا إلى جزيرة لامبيدوزا بجنوبها في الأسابيع القليلة الماضية هربا من الاضطرابات في شمال إفريقيا.