نفى العضو القيادي في حركة تقويم وتأصيل حزب جبهة التحرير الوطني، الصالح قوجيل، أن تكون لشقيق رئيس الجمهورية، سعيد بوتفليقة، يد في نشأة الحركة أو دعمها في الخفاء أو تحريك أطراف فيها ضد الأمين العام الحالي للأفالان، عبد العزيز بلخادم. وأرجع مهندس المؤتمر التاسع للأفالان، في حديثه ل”الفجر”، تلك الأخبار إلى موجة الإشاعات التي راجت حول رغبة شقيق الرئيس في إنشاء حزب سياسي من عدمه، واستدل بالقول إنه وباعتباره أحد الوجوه البارزة والأساسية في قيام حركة التقويم والتأصيل لم تجمعه شخصيا مع شقيق الرئيس أية جلسة خاصة بتناول أمور الأفالان، وقال إن العلاقات التي تربط شقيق الرئيس ببعض عناصر الحركة لا تعني بالضرورة أنه وراء قيام الحركة أو دعمها للإطاحة بالأمين العام الحالي للأفالان “لأنه يعرف هؤلاء الأشخاص قبل ميلاد الحركة”. وأضاف المتحدث أن استهداف الحركة لشخص الأمين العام للأفالان أملته اعتبارات قانونية ونضالية موجودة في القانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب، وليس الولاء للأشخاص مثلما روج له البعض، مشيرا إلى أن الملفات التي تجمعها حركة التقويم والتأصيل، دليل على أن الخلاف الموجود نابع من القاعدة وعميق وليس محصورا في أشخاص معينين. وفي رده على سؤال متصل بغياب كل من وزيري الحكومة الهادي خالدي ومحمود خذري، عن جلسات واجتماعات حركة التقويم والتأصيل، أوضح الصالح قوجيل، أن ارتباطاتهما الوزارية خاصة في ظل الظروف التي تعرفها البلاد والغليان التي تشهده عدة قطاعات، منعهما من الحضور في بعض اللقاءات. وعن عدم تحرك وزارة الداخلية والجماعات المحلية، على الرغم من تحجج حركة التقويم والتأصيل بالملفات والأدلة المادية الخاصة بالخروقات القانونية والنظامية وما وصفته بعمليات إعادة الهيكلة الموازية للمحافظات وعقدها بالمقاهي والبيوت، قال المتحدث إن وزارة الداخلية ستتحرك بعد أن تتسلم العدالة الملف الكامل للفصل في الأمر. وانطلاقا من موقعه كمناضل رافق جميع مراحل الحزب منذ نشأته وأحد الشخصيات التي عول عليها الرئيس الراحل هواري بومدين، في إحداث تغييرات داخل الأفالان خلال سنوات السبعينات، قال المتحدث، إن “الحزب العتيد يعيش الآن أسوأ مراحله، لأن الخلاف ليس على الأفكار والمناهج، وإنما هو متصل بأمور نظامية توسعت رقعتها كثيرا إلى درجة أن أصبح الأمر السيئ أكثر من الأمر الجيد، بما يوجب علينا النضال”، وتابع أنه سيواصل تنديده بجميع التجاوزات التي يشهدها الحزب حتى وإن بقي وحده في الميدان، حسب تعبيره.