تحضر جمعية أوفياء المسرح، الناشطة بدار الثقافة مفدي زكرياء ببراقي، عملها المسرحي الجديد الموسوم ب”المسمار”، بغرض تقديمه في التصفيات النهائية الخاصة بمهرجان مسرح الهواة بمدينة مستغانم، مطلع هذا الأسبوع العمل مقتبس عن نص مسرحي لعلي احمد بكثير، الموسوم “مسمار جحا”، بينما سيخرجه للركح المخرج عبد الرزاق قوادري هباز، برؤيا مسرحية جديدة ذات أبعاد سياسية واجتماعية وفكرية تعكس مجريات الأحداث الجديدة التي يعيشها الوطن العربي. وتدور أحداث المسرحية على مدار ساعة وربع من الزمن يحرك أحداثها نخبة من المسرحيين الهواة، على غرار مزود عثمان، قبي محمد، بوعلام تيتريت، عروش آسيا، يحياوي بلال، فتحي لطرش، وغيرهم من المسرحيين. حسب رئيس جمعية أوفياء المسرح، نور الدين بينينال، فإن هذه المسرحية تتناول في قالب كوميدي عددا من القضايا السياسية ذات الصلة بالأحداث المتصاعدة في الوطن العربي، حيث يقدم عبد الرزاق قوادري هباز من خلال رؤيا مسرحية جديدة لنوادر “جحا” معالجة عميقة جادة وجريئة لما يشهده الشارع العربي من تشنج وثورة على الأنظمة العربية الفاسدة. وقد فضل المخرج الابتعاد عن كل أنواع السخرية المبتذلة والنكتة التي عرفت بها الشخصية الرئيسية للعمل، والمتمثلة في شخص “جحا”، التي يجسدها الممثل المسرحي مزود عثمان، إذ يقود ثورة التغيير في قرية زرع فيها “مسمار” أجنبي نغص على سكانها الأصليين حياتهم ونكد معيشتهم وأقلق سكينتهم وأمانهم، ليتصدى “جحا” بحكمته وذكائه ودهائه لهذا المسمار ويستأصله من جذوره بثورة الحكماء وليس جهل السفهاء. وقد اعتمد النص المسرحي على اللغة “العامية” وبساطة الديكور المشاهد العامة للعمل، غير أن المخرج استطاع أن يرفع التحدي بشد حواس المشاهد لهذا العرض المسرحي إلى مواطن قوة العمل، والمتمثلة في قوة الأداء وبلاغة الخطابات والرسائل التي يمررها هذا العرض الفني الذي يجعل من واقع الأمة العربية صورة حية على الخشبة. ولعل من أهم المحاور التي تطرحها مسرحية “ المسمار”، دور الإعلام في زرع الفتنة في الوطن العربي وتشويه الحقيقة وحرصه على التشويش على الصورة الحقيقية للواقع.