اسدل الستار أمس الأحد على فعاليات الطبعة الرابعة للمهرجان الوطني للمسرح الفكاهي بالمدية، وذلك تحت شعار ''القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية''، وما ميز هذه الطبعة حضور وجوه مسرحية جديدة، بينهم وجوه معترف لها في الركح المسرحي من فلسطين والاردن والمغرب، وكثير من المدعوين. وقد شهدت قاعة العروض بدار الثقافة ''حسن الحسني'' طيلة ستة أيام عرض ثماني مسرحيات، بمعدل مسرحيتين في اليوم، من طرف الفرق المسرحية الوافدة من ميلة، البليدة، سطيف، سيدي بلعباس، بومرداس وتلمسان، إضافة إلى فرقة جمعية الأفراح الثقافية والفنية للمدية، هذه الفرق صنعت الحدث وتمكنت من استقطاب الجماهير المتعطشة من مختلف الفئات العمرية، وكشفت كل العروض المقدمة على الاحترافية في تجسيد الواقع المعيش خاصة في الجانب الإجتماعي. وبعد 24 ساعة من تقييم الأعمال المقدمة من طرف لجنة التحكيم، أعلن صباح أمس الأحد المصادف للذكرى ال:55 للثورة النوفمبرية عن المتوجين، حيث زف العنقود الذهبي الذي قدرت قيمته ب40 مليون سنتيم إلى ولاية الشلف، لجمعية مسرح الشلف عن مسرحية ''ضيوف السيناتور'' والتي سبق وأن أعلن الجمهوراللمداني عن فوزها بالمرتبة الأولى مباشرة بعد العرض، كما خصصت محافظة المهرجان جوائز أخرى منها جائزة أحسن توظيف موسيقي والذي كان من نصيب الفنان ''أحمد قايدي '' من جمعية الافراح لولاية المدية عن مسرحية ''مسمار في دار جحا''، كما عادت جائزة أحسن سينوغرافيا لتعاونية الديك لولاية سيدي بلعباس عن مسرحية ''السيد بونتيلا وتابعه ماتي''، أما جائزة أحسن أداء نسائي فعادت للفنانة المتألقة ''أمال بن عمرة'' من فرقة بذور الفن لولاية بومرداس عن مسرحية ''الإنقلاب''، وبخصوص أحسن عرض رجالي فقد عادت الجائزة للفنان الواعد ''سمير مسوري'' من تلمسان في مسرحية "ريم والمرايا''، كما خصصت محافظة المهرجان جائزة لأحسن نص مسرحي تحصل عليها كاتب نص مسرحية ''المغفلون'' لفرقة محمد التوري بالبليدة للمؤلف ''عبد الكريم بوزيان''، إضافة الى جائزة أحسن اخراج مسرحي نالها الاستاذ والفنان الشاب''عبد الرزاق قوادري'' من المدية عن مسرحية ''مسمار في دار جحا''. هذا وأشاد كل من حضر فعاليات الطبعة الرابعة بالتنظيم المحكم طيلة الايام السبعة المخصصة للمهرجان، على غرار الاستاذ ''نذير عمران'' من المملكة الهاشمية الاردنية الشقيقة وذي الأصل الفلسطيني، وكذا كامل باشا مدير المسرح القومي الفلسطيني، وغيرهم من النقاد والفنانين المعروفين على الساحة الوطنية. وركّزت لجنة التحكيم في تقريرها النهائي على إبداء تحفظها من ظاهرة (المخرج _ الممثل _ المؤلف)، كما أبرزت ضعف السينوغرافيا، وعدم اندراج بعض العروض في خانة المسرح الفكاهي. يُشار إلى أنّ لجنة تحكيم المسابقة الرسمية ترأستها الفنانة صونيا وهي ممثلة ومخرجة جزائرية معروفة، إضافة إلى الفنانين ''أحمد بلعالم'' و''حمزة جاب الله''، وكذا الدكتور والناقد المسرحي التونسي ''عبد الحليم مسعودي''، والأكاديمي والكاتب علي عبدون. وكانت المدية، العاصمة التاريخية ل''بايلك التيطري'' في عهد الدولة العثمانية، على مدار أسبوع كامل، قبلة عشاق الفن الرابع، حيث تنافست ثمانية أعمال مسرحية على افتكاك الجائزة الكبرى المهداة هذه السنة للقضية الفلسطينية، كما كانت المناسبة فرصة لتباحث راهن الكتابة الدرامية والتمثيل من لدن أكاديميين عرب، أطّرها كل من الدكتور نادر عمران من الأردن وكامل باشا من فلسطين، كما تمّ تكريم وجوه فنية جزائرية على غرار الممثلة بختة بن ويس، والممثل حميد عاشوري، والممثلة عتيقة طوبال، الممثل صالح أكروت، والباحث عبد الكريم غريبي. وكانت الخاتمة مسكا من خلال تنظيم يوم دراسي حول ''فلسطين في المسرح: المنطلقات، الانشغالات والآفاق .. نماذج ودراسات''، شهد مداخلات قيّمة لكل من الدكتور مخلوف بوكروح والأستاذ حسن ثليلاني والأستاذ محمد شرقي " تناولوا فيها ''القضية الفلسطينية في المسرح الجزائري''، و''راهن القضية الفلسطينية والتأليف الدرامي''. وامتد اليوم الدراسي من تواقيع د/ نادر عمران من الأردن ''جسر العودة''، وقارب الأستاذ ''كامل الباشا'' علاقة الراحل يعقوب إسماعيل ونظرية الممر، في حين خاض الأستاذ عبد الكريم غريبي في ''صورة العربي في الدراما الإسرائيلية''.