وكل هذا يجعل الشبيبة الرقم واحد وطنيا لكونها حافظت على تقاليدها في حصد التتويجات منذ السبعينات. الواقعية القبائلية فرضت منطقها أجمع كل من شاهد نهائي الكأس على أن حميتي لم يرفض هدية الثنائي قريش ودوخة، ومنح التقدم للجياسكا. فقد حسم الموقعة لكون الشبيبة بانضباطها التكتيكي الكبير كان من الصعب جدا على الحراش العودة في النتيجة، رغم طول نفس لاعبي الاتحاد الذين عاشوا نفس الوضعية في المربع الذهبي أمام وفاق سطيف وفي مرتين واستدركوا الأمر، لكنهم أول أمس لم يتمكنوا من فعل أي شيء للواقعية القبائلية الكبيرة. ثمرة التألق في رابطة الأبطال الإفريقية اتحاد الحراش لم يتفوق على شبيبة القبائل أول أمس سوى في المدرجات، أما ميدانيا فقد بدا تباين الخبرة لصالح لاعبي الجياسكا الذين استهلوا موسمهم الحالي بالتألق في أقوى بطولة قارية للأندية، وهو ما جعلهم يسيرون المباراة كما أرادوا وبأقل جهد، بعد أن شلوا منافسهم وأجهضوا محاولاته عند خط منطقة العمليات، أي دون أن تحرج الحارس مليك عسلة. أسرار التتويج القبائلي... حناشي التتويج الجديد لشبيبة القبائل هو اعتراف جديد بدهاء المشرف الأول على الجياسكا حناشي، الذي عرف كيف يعيد فريقه إلى منصة التتويج لملعب 5 جويلية، بعد 17 سنة من آخر تتويج. لكن بين كأسي 1994 و2011 لم تكتف الشبيبة بالمشاركة بل توجت باللقب الوطني أربع مرات وحققت سبقا بنيل كأس الكاف في ثلاث سنوات متتالية، وكل هذا بفضل صرامة وصلابة محند الشريف حناشي الذي يمكن القول بإنه ناجح جدا مع فريقه. نجاح حناشي مع الجياسكا صعب على أي كان أن ينكره، لكون الرجل تعامل مع أجيال عديدة ونجوم كبار وحافظ على الريتم القوي الذي يسير به أسود جرجرة. لكن نقطة الضعف في حناشي، حسب مقربيه، تكمن في انقلابه 180 درجة على مدربيه. فدون الغوص في غياهب الماضي، فالمدرب السويسري جعله عملاقا عندما سجل تألقا لافتا في دور المجموعات بدوري أبطال إفريقيا الأخيرة، لكن بمجرد أن خانه التوفيق أمام العملاق الكونغولي مازيمبي حوله إلى قزم وأخرجه من أضيق الأبواب. وقد تكرر هذا السيناريو كثيرا ومع عدة مدربين... فكيف سيكون مصير رشيد بلحوت...؟