لا يختلف إثنان في أن ملعب 5 جويلية هو الأفضل والأحسن في الجزائر على الإطلاق ومن كافة النواحي لاحتضان مباراة من الحجم الكبير كالتي سيحتضنها اليوم بين شبيبة القبائل واتحاد الحراش لحساب نهائي كأس الجمهورية، فالحدث يجرّنا إلى الحديث عن لاعبي الفريقين الذين سيكون الموعد أمامهم لأول مرة في مشوارهم في لعب نهائي الكأس في هذا الملعب، باستثناء عنصرين فقط سبق لهما أن تذوقا طعم التتويج في 5 جويلية ونعني بهما سليم بومشرة ويونس سفيان مع فريقهما السابق مولودية الجزائر. بومشرة ويونس لن يتأثرا بالضغط وشارف وبلحوت يُعوّلان عليهما إذا كان الكثير من أنصار الفريقين يخشون على لاعبيهم تأثير ضغط المباراة والحضور الجماهيري الكبير الذي ستكتظ به مدرجات ملعب 5 جويلية، طالما أن لاعبي الحراش والشبيبة غير متعودين كثيرا على اللعب في 5 جويلية، فإن الأمر لن يكون كذلك مع بومشرة ويونس اللذين يحفظان جيدا معالم هذا الملعب، فتجربتهما السابقة في المولودية وخوضهما الكثير من اللقاءات في 5 جويلية ستكون سلاحهما الأول في مواجهة اليوم، حيث سيسعيان إلى استغلال هذه الأفضلية مقارنة ببقية اللاعبين، ومن دون شك فإن شارف وبلحوت يعتبران هذين اللاعبين بمثارة الورقة الرابحة خاصة أن يونس وبومشرة ظهرا بمستوى جيد في الأسابيع الأخيرة وساهما بشكل واضح في الأدوار السابقة في وصول فريقهما إلى هذا النهائي. يونس عاش نهائيين في 5 جويلية وتوّج بالكأس مرتين يونس يعتبر اللاعب الوحيد في نهائي اليوم الذي سبق له أن توج بكأس الجمهورية في هذا الملعب. حدث ذلك سنتي 2006 و2007 عندما توج مع المولودية مرتين على التوالي بكأس الجمهورية على حساب اتحاد العاصمة، لذا سيكون من بين أكبر المستفيدين من لعب نهائي اليوم في ملعب 5 جويلية ما دام أن تجربته في هذين النهائيين تجعله يدخل الميدان دون أي مركّب نقص وبثقة كبيرة في النفس، وهو الذي عاش ضغط نهائيين كبيرين أمام “لياسما” وتذوّق فيهما طعم التتويج قبل أن يغادر فريقه باتجاه بلوزداد ثم شبيبة القبائل. بومشرة يجد ضالته في هذا الملعب ونال فيه لقب البطولة من جانبه سيكون سليم بومشرة، الذي كان مهندس تأهل إتحاد الحراش إلى هذا النهائي في الدور نصف النهائي أمام وفاق سطيف، على موعد مع العودة إلى ملعب 5 جويلية في أجواء وظروف لن تكون جديدة أو مفاجئة بالنسبة إليه. صحيح أن الحظ لم يكن معه في مشواره في لعب نهائي كأس الجمهورية في ملعب 5 جويلية قبل موعد اليوم ولكنه توج بلقب البطولة الوطنية الموسم الماضي في نفس الملعب مع المولودية العاصمية، فهذا اللاعب يحفظ بدوره معالم هذا الميدان وكثيرا ما صرّح أنه يجد راحته ويعرف كيف يتحكم جيدًا في الكرة ويقدّم كرات حاسمة إلى زملائه، وقد عبر عن سعادته بالعودة إلى ملعب 5 جويلية، وقد يكون أحد أبرز مفاتيح المدرب بوعلام شارف في التتويج بهذه الكأس الغالية التي ينتظرها كل الأنصار الحراشيون منذ 24 سنة كاملة. بومشرة قال ل خليلي: “أنا نعرف 5 جويلية وأنت ما تعرفلوش“ وكان سليم بومشرة قد أعلن صراحة في تدخل له عبر أمواج إذاعة “البهجة“ الأسبوع الماضي أن الشيء الذي سيكون في صالحه في هذا النهائي هو أنه “يعرف مليح ملعب 5 جويلية”، وقال لمنافسه من الشبيبة المدافع سفيان خليلي الذي كان حاضرًا بدوره في “البلاطو”: “أنا نعرف 5 جويلية وأنت ما تعرفلوش”. وهو تصريح يحمل الكثير من المعاني أبرزها الثقة التي يضعها إبن وهران في أن يظهر بمستواه الحقيقي في هذا الملعب وهو متحرّر نفسيا حتى قبل بداية اللقاء لأداء دوره على أحسن وجه. يونس: “5 جويلية أعرفه جيدًا والكرة تسير فيه كما ينبغي” أما يونس سفيان فقد أكد في تصريح له ل“الهدّاف” في عدد أول أمس أن ملعب 5 جويلية الأنسب والأمثل لاحتضان مباراة مثل هذه، وهو الملعب الذي قال عنه أنه أسطوري، كما أضاف قائلا: “أعرف جيدًا هذا الملعب وأعرف أن الكرة تسير فيه كما ينبغي”، وهو الكلام الذي ترك يونس من ورائه الانطباع بأنه سيجد ضالته في نهائي هذا الأحد ولن ينتظر وقتا طويلا لكي يدخل مباشرة في تفاصيل اللقاء”. -------------------------------------------------- الكأس... أحسن هدية عيد ميلاد يعلاوي تعتبر مواجهة اليوم خاصة جدا لأغلبية لاعبي الشبيبة، الذين سيشاركون لأول مرة في مشوارهم في نهائي كأس الجمهورية، وقد يحققون هذا اللقب لأول مرة أيضا. لكن هذه المقابلة تعتبر أخص بالنسبة للاعب يعلاوي نبيل، الذي ولد يوم 1 ماي 1987 وسيحتفل بعيد ميلاده ال 24 اليوم، وعليه فإن اللاعب يرغب في الاستفادة من أغلى هدية عيد ميلاد أمسية اليوم، بتتويجه بكأس الجمهورية لأول مرة في حياته، ويتسلمها من فخامة رئيس الجمهورية. مسيّرو “إستر” منذ أمس في الجزائر لأجل معاينة تجار ويحيى شريف مثلما أشرنا إليه في أعدادنا السابقة بخصوص رغبة نادي إستر في خطف ثنائي شبيبة القبائل ويتعلّق الأمر بوسط الميدان تجار، والمهاجم يحيى شريف، فإن الجديد الذي تحمله هذه المسألة هو أن مسيّري النادي الفرنسي قد حلوا مساء أمس بالعاصمة خصيصا لحضور المباراة النهائية ومعاينة الثنائي، وهو ما يوحي أن هذه القضية تعد في غاية الجدية. توجهوا إلى مقر الإتحادية وتحصلوا على الدعوات مباشرة بعد وصل مسيّري نادي “إستر” الفرنسي إلى الجزائر توجهوا إلى مقر الاتحادية الجزائرية لكرة القدم المتواجدة بدالي ابراهيم، وذلك من أجل الحصول على الدعوات التي تؤهلهم لمتابعة المباراة النهائية من المنصة الشرفية، وحسب المعلومات التي تحصلنا عليها في هذا الشأن فإن المسيّرين لم يجدوا أية صعوبة في الحصول على الدعوات بما أن المسألة قد تم البرمجة لها من قبل. المدرب “خوزي باسكاليتي”إعتذر في آخر لحظة ومن جهة أخرى أكدت لنا مصادرنا أن مدرب نادي “إستر” باسكاليتي قد اعتذر في آخر لحظة لعدم المجيء إلى الجزائر لحضور المباراة النهائية التي ستجمع مساء اليوم النادي القبائلي باتحاد الحراش خصيصا لمعاينة يحيى شريف وتجار، وذلك نظرا للمباراة التي تنتظر فريقه هذه الأيام، خاصة أن نادي “إستر” يلعب حاليا ورقة الصعود إلى الدرجة الأولى، ولهذا تعذر عليه الالتحاق بالجزائر، وكلّف كلا من مناجير النادي ومسيّرين لتولي المهمة. الإجتماع التقني صبيحة اليومعلى الساعة 11:00 سيعقد الطاقم الفني صبيحة اليوم بداية من الساعة الحادية عشر إجتماعا تقنيا مع اللاعبين للحديث على المباراة. ويسعى المدرب بلحوت إلى تحديد التشكيلة الأساسية التي ستدخل المباراة، إضافة إلى تقديم التعليمات اللازمة للاعبين الذين سيشاركون ضمن القائمة الأساسية. الشبيبة تدربت على ركلات الترجيح خاضت التشكيلة القبائلية أمس في حدود الساعة الرابعة آخر حصة تدريبية بملحق 5 جويلية قبل الموعد الذي ينتظرها مساء اليوم أمام اتحاد الحراش، وفضّل المدرب رشيد بلحوت أن تكون هذه الحصة التدريبية خفيفة جدا حتى يجنّب اللاعبين الإرهاق، فمباشرة بعد عملية الإحماء شرع اللاعبون في خوض بعض التمارين قبل أن يبرمج مباراة تطبيقية لم تدم سوى دقائق قليلة، وفي نهاية الحصة تدرّب اللاعبون على ركلات الترجيح. الشبيبة تدربت أمس في “الساطو” غير الطاقم الفني أمس مكان إجراء آخر حصة تدريبية قبل موعد لقاء كأس الجمهورية، فبعد أن أجرت الحصة الأولى من التربص المغلق الذي دخلته بالعاصمة في الملعب العسكري لبن عكنون، فقد تدرب زملاء يونس أمس في ملحق ملعب 5 جويلية “الساطو” المعشوشب اصطناعيا، نظرا لتعذر إجراء الفريق حصة تدريبية على عشب طبيعي، بسبب الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على العاصمة وضواحيها منذ ليلة أول أمس. “الجزيرة الرياضية” قد تنقل المباراة على المباشر تشير بعض المعلومات أن قناة “الجزيرة الرياضية” قد تنقل المباراة النهائية بين شبيبة القبائل واتحاد الحراش، لكن إلى غاية كتابة هذه الأسطر لم يتم تحديد القناة التي ستنقل هذا الحدث الهام، والأكيد فقط هو أن المباراة ستنقل على المباشر ومن المحتمل جدا أن تنقل على إحدى القنوات المفتوحة حتى يتسنى للجمهور الرياضي الكريم في الجزائر بالدرجة الأولى وعبر كل أنحاء العالم متابعة اللقاء، وقد يعلّق على المباراة الزميل حفيظ دراجي. الشبيبة حضّرت وجبات خاصة في إطار التحضيرات والإستعدادات التي تقوم بها شبيبة القبائل، أعد الطاقم الفني والطبي للاعبين أمس أطباقا خاصة خلال وجبة الغداء. حيث أن النظام الغدائي يعتبر نقطة في غاية الأهمية بالنسبة للرياضيين، خاصة قبل موعد هام مثل الذي ينتظر الشبيبة هذا الأحد. ------------------------------------ تحصل على كأس إفريقيا 95 مع الشبيبة.. والبطولة مع الحراش سنة 98...بوكلال: “أهنّئ مسبقا الفريق الذي سيُتوّج بالكأس، وكلاهما عزيزان على قلبي” كيف هي أحوالك مراد؟ على أحسن ما يرام، كما تعلمون أنا ألعب الآن مع نادي “سي آس بيتونج” هنا في لوكسومبورغ، وسنحاول ضمان مكانة مؤهلة إلى إحدى المنافسات القارية،. وكما تعلمون هنا في لوكسومبورغ يمكن للاعب المحترف أن يمتهن مهنة التدريب، والإشراف على لاعبي الأصناف الصغرى، وأنا مثلا أشرف على صنف أقل من 7 سنوات وأقل من 9 سنوات، أو ما يعرف عندنا في الجزائر بفئة الكتاكيت أو المدرسة في الفريق الذي ألعب له حاليا. لكن هذا لا يمنعني من الاطلاع على آخر أخبار الكرة الجزائرية على موقع “لوبيتور” على شبكة الإنترنت. النهائي بين الشبيبة والحراش على الأبواب، اتصلنا بك خصيصا من أجل هذا الأمر، هل من كلمة بخصوص هذا الموضوع؟ أنا بين نارين يا أخي (يضحك)، الحراش فريق الحومة لعبت فيه 11 سنة وشارف صديقي وشاهدته في لقاء ودي لعبه المنتخب الأولمبي في جانفي الفارط، حيث تبادلنا أطراف الحديث وحييته على العمل الذي قام به في الحراش. والشبيبة قضيت فيها مواسم رائعة وأديت لقاءات في القمة معها، أنهيتها بالتتويج بكأس إفريقيا، كما أن رشيد بلحوت صديق حميم بالنسبة لي. قلبي يميل إلى الشبيبة لكني لا أريد أن أخسر الحراشيين وما يهمني هو أن تمر المباراة في أحسن الظروف كما نتمناه جميعا، لأن الفريقين عزيزين على قلبي في حقيقة الأمر. وهل ستشاهد المباراة النهائية؟ سأحاول مشاهدة المباراة لأنه ليس في كل موسم تشاهد الحراش والشبيبة في النهائي، وهو ما سأقوم به بطريقتي الخاصة. أين ستشاهد المباراة؟ عمي كان يلعب في الحراش وسبق له اللعب مع الشبيبة، ومن الصدف أنه واجهها في المباراة النهائية التي جرت بين القبائل واتحاد الحراش حين توج بالكأس، كانت تلك آخر مواجهة يلعبها في الجزائر أمام الشبيبة قبل أن يحضر إلى لوكسومبورغ. سأشاهد اللقاء معه للحفاظ على الأجواء العائلية، ولولا اللقاء الذي سنلعبه في إطار البطولة، كنت سأحضر لمشاهدتها في الملعب، خاصة أن بعض الأصدقاء أصروا على الحضور، ولو كان الأمر بيدي كنت سألغي كل شيء وأحضر مواجهة النهائي. وهل شاهدت مباريات الشبيبة هذا الموسم؟ لم أشاهد مبارياتها، وعندما أرى أن الفريق تأهل إلى النهائي أتشرف كثيرا بهذا الأمر، كما أن الحراش تقدم مستوى كبيرا، وهذا ليس بالشيء السهل، والكأس ستكون من نصيب الأحسن تحضيرا، كما أني لا أنسى أن أشير إلى أنهما يملكان أفضل المدربين في الجزائر. وما هي الذكرى التي تحتفظ به عن الحراش؟ أجمل اللحظات يمكن أن تمر بها مع فريق بدايتك، لكن عندما تتوج معه باللقب يكون الأمر رائعا، لدي كأسين للجمهورية مع شبان الحراش، ويوم عدت إليها سنة 98 نلنا لقب البطولة، وهي ذكرى رائعة بالنسبة لنا، لأننا لم نكن محظوظين قبل ذلك، وفي تلك السنة كان بن شيخة وولد ماطة، ونجحنا في إهداء البطولة لأنصارنا، وهي أفضل من الكأس بالنسبة لي، لأنها جاءت بفضل مجهودات موسم كامل عكس الكأس التي يلعب فيها الحظ دورا كبيرا، ولا أشك أن الأنصار سيتذكرون لقبا مثل ذلك على الرغم من كأسي 74 و87. ومع الشبيبة تحصلت على كأس إفريقيا للأندية الحائزة على الكؤوس، والذي تعتبره التاج الأفضل بالنسبة لك؟ بالفعل، كنت أصغر لاعب في التشكيلة في تلك الفترة، وشاركت في تلك المنافسة وجعفر هاروني رحمه الله منحني ثقته، وأنا لم أخيبه، على الرغم من أن اللعب مع جمال مناد سيبقى راسخا في ذهني، واللقب المحرز آنذاك لا يمكن نسيانه، لأننا استطعنا أن نشرف الألوان الوطنية على الصعيد القاري وهو أمر رائع. وما هي طبيعة العلاقة التي تجمعك بالمدرب رشيد بلحوت؟ عندما أتيت إلى لوكسمبورغ التقينا وكان حينها صديقا لعمي كمال، وهنا تعرفت عليه وأصبحت تربطنا علاقة صداقة متينة، وكنت أتدرب عنده بين الفينة والأخرى لما كان يدرب فريقا من الدرجة الثالثة أو الرابعة في هذا البلد لا أتذكر. وعندما يحضر إلى لوكسمبورغ ألعب أمام الفرق التي يدربها، وعندما حضرت الجزائر إلى هنا للتربص اتصلت به، فأنا أستغل أدنى الفرص عندما يكون هنا لنلتقي، ويجمعنا حديث شيق عن أحوال البلاد، الكرة والعديد من الأمور الأخرى. إذن يمكن القول إنك ستكون ملتصقا بشاشة التلفزيون هذا الأحد (الحوار أجري أمس)؟ هذا أكيد، إلا إذا حدث طارئ في آخر لحظة يحول دون مشاهدتي للقاء، لكن لا أعتقد بأني سأضيع مشاهدة اللقاء، وسأستعيد ذكريات المواسم الفارطة، ما عشته مع الحراش أولا بعد البطولة، وكأس إفريقيا مع الشبيبة، والتي ستعود بمناسبة مواجهة هذا الأحد. وماذا تريد أن تضيف في الختام؟ قبل ذلك بودي أن أسألك، من هو المرشح للتتويج بالكأس. الأغلبية ترشح اتحاد الحراش.. إذن هي في أوج إمكاناتها؟ نعم، يمكن قول ذلك، لكن من ترشح أنت للفوز؟ قبل ذلك، أتمنى حظا موفقا للحراش والشبيبة، ولا أشك في أن كرة القدم الجزائرية هي ستكون المنتصر والروح الرياضية ستكون كبيرة بين الجميع، وأنا من هنا أهنئ مسبقا أي فريق سيكون له شرف رفع التاج لأنهما عزيزان على قلبي كثيرا، كما أشكركم كثيرا على اتصالكم بي، وأتمنى من صميم قلبي أن يكون العرس كبيرا بين فريقين عريقين وهما الشبيبة والحراش. ------------------------------------------------ صراع “تكتيكي“ بين بلحوت وشارف، حميتي وبوعلام القوّة الضاربة وأرضية الميدان قد تكون العائق نهائي كأس الجمهورية هي المباراة الأهمّ في كلّ موسم كروي ولا تستحوذ فقط على اهتمام منشطي النهائي وأنصارهما، بل تهمّ جميع المدرّبين واللاعبين والفنيين. سبعة من بين هؤلاء وقع علينا اختيارهم حتى نعرف رأيهم، قراءتهم، تصوّرهم وتكهّنهم بخصوص النهائي الفريد والأول من نوعه بين الحراش والقبائل في تاريخ نهائيات كؤوس الجزائر. الآراء تباينت واختلفت، البعض رشّح الاتحاد لكرتها الجماعية، والآخر مال نحو الشبيبة لفردياتها القوية، والأهمّ في كل هذا – حسبهم- أن يستمتع الجميع بكرة جميلة لاثنين من أفضل المدارس الكروية في الجزائر، ويتحلوا بالروح الرياضية، حتى يمنحوا صورة جميلة عن الكرة الجزائرية والجزائر ككلّ. جمال مناد: “أتوقّع وصول الفريقين إلى الوقت الإضافي والأفضلية ل الشبيبة” يمنح جمال مناد المهاجم السابق لشبيبة القبائل والمدرب الحالي لشبيبة بجاية، الأفضلية لفريقه السابق في نهائي كأس الجمهورية اليوم على حساب الحراش، والمبرّر حسبه هو أن الشبيبة متعوّدة أكثر على خوض المواعيد الكبرى محلية منها وقارية، على عكس فريق الحراش الذي لم يلعب أيّ مباراة منذ نهائي البطولة 1998 “أمنح الأفضلية لشبيبة القبائل مادام أنها تملك تجربة أكبر في مثل هذه المواعيد الكبرى مقارنة بالحراش. التجربة ستلعب دورا مهمّا وأعرف مسبقا أن لاعبي الشبيبة نسوا تماما إخفاقهم الأخير في كأس “الكاف“ ومركزون تماما على النهائي، لكن لا يحب الاستهانة بالفريق الشاب للحراش الذي يملك هو الآخر أسلحته في هذا النهائي. لاعبوه يقدّمون كرة جميلة ولا ينقصهم الحافز المعنوي لتحقيق الفوز”، يقول اللاعب المتوّج بكأس الجزائر 1986 مع القبائل، الذي يتوقع مباراة قوية تعرف اندفاعا شديدا، ورفض بالمقابل التكهّن بنتيجة المباراة ولو أنه يراهن على ذهاب الفريقين للوقت الإضافي، أين قد يكون لخبرة لاعبي الشبيبة دور في حسم النتيجة وحسم أمر الكأس، ولو أنه شدّد على أن هذا لا بدّ أن يترجم فوق الميدان. محمود ڤندوز: “سأكون حراشيا وأراهن على دعم الكواسر” رغم أنه لم يحمل ألوان إتحاد الحراش من قبل، بعد أن لعب لأندية النصرية ووداد بوفاريك في الجزائر، إلا أن محمود ڤندوز قائد المنتخب الوطني في مونديال المكسيك، لا يخفي انحيازه التام إلى فريق إتحاد الحراش في نهائي كأس الجزائر اليوم “أنا ابن النصرية وأعشق هذا الفريق ولو أسانده ضد أيّ فريق أخر في الجزائر، لكن بعد النصرية أشجّع الحراش، إنها مسقط رأس والدتي التي تنحدر من حي “بيلام“ الشعبي، وتربت هناك، وأنا بدوري متعلق بالحراش. ولهذا لن أتردّد في القول أنا من فرنسا أين أتواجد حاليا سأشجّع الحراش وسأكون قلبا وقالبا معهم في هذا النهائي”، يقول ڤندوز الذي طلبنا منه نظر المدرب والمحلّل لهذا النهائي، فأكد أنه شاهد الفريقين في عدة مناسبات وبدرجة أكبر الحراش، ولفت انتباه أداء بعض الفرديات مثل المدافع الحر دمو وصانع اللعب بوعلام. وأضاف: “آخر مباراة شاهدتها كانت للحراش مع اتحاد العاصمة، لديهم فريق شاب وفرديات لا بأس بها.. لفت انتباهي المدافع الحرّ ولو أني سجلت أنه لديه مجال واسع لتطوير مستواه أكثر، هناك أيضا صانع اللعب بوعلام، إنه لاعب جيّد. الحراش بالإضافة للاعبين تملك عنصرا هاما هو دعم أنصارها، ستفوز لأنها تملك ورقة هامة هي إرادة لاعبيها التي ميّزتها دائما، والأهمّ هو دعم أنصارها “الكواسر“، الذين أعتقد أنهم سيكون حاسمين في النهائي”. نور بن زكري: “الأرضية المبلّلة لا تخدم الحراش، دوخة صمّام الأمان وحميتي كان أفضل في البليدة” درّب الفريقين معا، توّج مع الشبيبة بالكأس سنة 1992 وفاز عليها مع اتحاد العاصمة في نهائي 1999، كما خسر أمام الحراش نهائي 1987، وكان مدرّبا لبرج منايل قبل أن يشرف على “الصفراء“ ويصل معها في الموسم الموالي للدور نصف النهائي، هو المدرب القدير نور بن زكري الذي يقول إنه نهائي فريد من نوعه بين فريقين يلتقيان لأول مرّة في هذا الدور، لكنه توقف طويلا عند نقطة صلاحية أرضية ملعب 5 جويلية بعد الأمطار الغزيرة التي تهاطلت عليه “هو نهائي كبير بين فريقين بمستوى متقارب بدليل مرتبتهما الحالية في البطولة الوطنية، أنا متخوّف من أرضية الميدان بعد الأمطار الغزيرة التي تهاطلت والتي قد تحوّل الأرضية لمسبح، ولو أنه من المفترض أن لديها نظاما لتصريف المياه كما يحدث في مختلف ملاعب العالم. أعتقد أنه في حال ما كانت الأرضية سيّئة فإنها ستعرقل حتما فريق الحراش الذي يعتمد بالأساس على الأداء الجماعي والكرات القصيرة وبناء الهجمات من الدفاع، وستخدم بالمقابل الشبيبة التي تعتمد بالأساس على اللعب المباشر نحو الهجوم”، يقول بن زكري الذي أضاف في سؤال حول اللاعبين الذين يتوقع أن يتركوا بصمتهم في هذا النهائي: “في الحراش يعجبني دوخة كثيرا، هو يذكرني بحارسي السابق سيد روحو، دوخة هو صمام الأمان في الحراش ويمنح ثقة كبيرة لزملائه، وأعتقد أنه سيعرف كيف يقف أمام اعتماد القبائل على الكرات العالية نحو حميتي والكرات الثابتة ل تجار”. أما بالنسبة للقبائل فإنه لا يتردّد في إبداء إعجابه ب حميتي قائلا: “حميتي كنت معجبا به منذ أن كان في البليدة، يومها جاء مناجير فرنسي وطلب مني مساعدته من أجل التعاقد مع زياية، وبعد أن استحال الأمر وجّهته نحو حميتي وقلت له بأنه لا يقلّ مستوى عنه. أنا شخصيا أرى بأنه كان أفضل في البليدة ومستواه تراجع بعض الشيء ليس بسبب الفريق، لكن ربما المشكل فيه. على كل حال هو يعود بقوّة وسيكون مصدر قوة القبائل في هذا النهائي”. لخضر بلومي: “سيفوز ويُتوّج الفريق الذي لا يتسرّع ويتحكّم في أعصابه” يشدّد لخضر بلومي صانع لعب المنتخب الوطني سابقا على أهمية أن تسود الروح الرياضية بين اللاعبين والأنصار في هذا النهائي قبل أيّ حديث عن الجانب الفني والتقني في المباراة “نهائي كأس الجمهورية هو عرس للجزائر ككل، خاصة بحضور فخامة رئيس الجمهورية، وأولى الأولويات هو أن نسعى كلنا لكي نقدم أفضل صورة للجزائر من خلال هذا الحفل الكبير، أتمنى أن تسود الروح الرياضية وهذه مسؤولية اللاعبين في الدرجة الأولى المطالبين بعدم شحن أنصارهم من خلال الالتزام بقواعد اللعب النظيف خلال وقت المباراة”، يقول بلومي الذي طرّق بعدها إلى الجانب الفني ليقول إن النهائي سيلعب بين فريقين عريقين يملكان تقاليد في الكأس مادام أنهما توّجا بها أكثر من مرة، بين فريق حراشي شاب يملك الحافز والطموح وفرديات لامعة على رأسهما بوعلام، الذي يقول بأنه سيذهب بعيدا في مشواره لو يستمرّ بمثل هذا التألق، في الجهة المقابلة الشبيبة بخبرة لاعبيها بعد مشاركاتهم في المستوى العالي خاصة في بطولات إفريقيا المختلفة، ومع لاعبين مميّزين مثل صانع اللعب تجار الذي يعجبه وبدرجة أكبر الهداف حميتي، الذي يرى أنه في طريق طرق باب “الخضر“ “الحراش بإمكانات متواضعة كوّنت فريقا مميّزا وصارت مثلا يقتدي به، فالأموال ليست هي كلّ شيء في كرة القدم. الثنائي العايب وشارف، بخبرة الأول في التسيير وكفاءة الثاني كوّنا فريقا له شأن كبير. من الجهة المقابلة الشبيبة فريق غني عن التعريف، لديه تقاليد كبيرة في هذه الكأس، وأعتقد أن الفريق الذي لا يتسرّع من أجل حسم المباراة ويتحكّم في أعصابه هو الذي سيتوّج في الأخير”، يقول بلومي الذي شدّد أنه لن يناصر فريقا على حساب الآخر. فيصل باجي: “صراع بين مدرستين مختلفتين والحسم بيد المدرّبين” لاعب سابق في الحراش والمحلّل الحالي في التلفزيون الجزائري يصف النهائي بصراع بين مدرستين ونمطين مختلفين في اللعب، الحراش تعتمد على اللعب القصير وبناء الهجمة من الخلف، بالمقابل الشبيبة تعتمد على اللعب المباشر والكرات الطويلة نحو الهجوم. ويتوقع باجي على ضوء هذا معركة “تكتيكية“ كبيرة بين المدرّبين شارف وبلحوت، والحسم لن يكون بيد اللاعبين بقدر ما سيكون بيد المدربين “أتوقع معركة تكتيكية قوية بين المدرّبين شارف وبلحوت، الأول يعتمد على نظام لعب يتركز بالأساس على الحافظ على الكرة، الكرات القصيرة والسرعة في التنفيذ، وبناء الهجمة من الدفاع دون تسرّع، الأمر الذي جعلهم يفرضون منطقهم ويُقلقون دائما منافسيهم الذين يحرمونهم من الكرة، يملكون فرديات جيّدة مثل بومشرة الذي أعرفه مسبقا كونه زميلي السابق في المولودية وهناك أيضا بوعلام. بالمقابل الشبيبة تعتمد بالأساس على اللعب المباشر والكرات في المساحات الشاغرة والانطلاقات على الأجنحة، خاصة مع يونس العائد لأفضل مستواه في الفترة الأخيرة، والاعتماد على رأس الحربة المميّز جدا فارس حميتي، الذي يعجبني كثيرا لأنه يقدّم مجهودات كبيرة فوق الميدان ولا يدخر شيئا”، يقول اللاعب السابق لبلوزداد، الذي ردّ يقول عن سؤال حول توقعاته بخصوص النتيجة النهائية: “الحظوظ متساوية، أمنح 50 بالمئة للحراش والخمسين الأخرى للقبائل. لكن “السيناريو“ المتوقع بالنسبة لي هو أن يفترق الفريقان على التعادل السلبي في المرحلة الأولى، على أن يكون لبصمة المدرّبين دور حاسم خلال المرحلة الثانية. الأكيد أن المباراة ستلعب على ميدان كبير ليس بولوغين ولا المحمدية ولا تيزي وزو، وسنرى من سيكون الأقوى“. محمد مسعود: “لا يهمّني من سيفوز، المهمّ أن نرى كرة قدم جميلة ومُمتعة” لن يفوّت محمد مسعود أحد نجوم البطولة الوطنية فرصة متابعة النهائي بين الحراش والقبائل، وهو الآخر في موقع جيّد للحديث عن المباراة النهائية وهو الذي يعرف جيدا الفريقين. ولم يتردّد في سؤالنا له أنه يتوقع أن تميل الكفة لصالح الحراش، وعن ذلك صرّح يقول: “النهائي سيجمع فريقين كبيرين وعريقين يستحقان الوصول للنهائي بعد المشوار المميّز الذي أدياه إلى غاية الوصول لهذه المحطة. ولو تسألني عن الفريق الذي أرشّحه للفوز أقول الحراش”. يرشّح الحراش رغم أنه وزملاءه في الشلف عبثوا بهذا الفريق على أرضه وأمام جمهوره ، وهو الأمر الذي استغربنا له وجعلنا نستفسر هدّاف الجمعية الذي برّر ذلك بقوله: “لا يجب أن نحكم على الحراش من خلال المباراة التي هزمناهم خلالها في ملعب المحمدية، لكن يجب الحكم عليها من خلال مختلف المباريات التي لعبوها هذا الموسم، ولا يجب أن ننكر أن الحراش تقدّم أفضل كرة قدم جميلة وممتعة للغاية، ومن دون أن أنقص من قيمة أداء الشبيبة، الذي يبقى هو الآخر قويا. إلا أنني أرى أن الحراش هي الأفضل والأقرب إلى الفوز، ولو أن الميدان هو الفاصل”. ولا يعني صاحب الهدف الذي منح الشلف الكأس عام 2005 بكلامه أنه مع فريق على حساب الآخر، لكنه يقول: “لا يهمّني من يفوز سواء الحراش أو القبائل، المهمّ بالنسبة لي أن نرى كرة قدم جميلة وفي المستوى وتمتعنا كمتفرجين”. وفي الأخير، شدّد مسعود على أن خطي دفاع الفريقين هما نقطة ضعفهما، وتوقع أن كلّ فريق يتطلع للفوز عليه أن يفوز بمعركة الوسط. عبد القادر العيفاوي:”لو كنت حرّاشيا أرقب حميتي وأحرم تجار من المخالفات، ولو كنت قبائليا أطلب مراقبة هندو” نجم آخر في البطولة الوطنية هو المدافع الوفاق عبد القادر العيفاوي أفادنا بتصريح مثير حول نهائي الكأس اليوم بين الحراش والشبيبة، ويقول بأنه يتوقع مباراة قوية بين فريقين مميّزين، بين فريق حراشي قوّته في الكرة الجماعية التي يطبّقها، وبين شبيبة القبائل التي تملك - برأيه- خبرة أكبر في مثل هذه المواعيد الكبرى، ومع هذا فهو يرشّح الحراش للفوز والتتويج بالكأس “صحيح أني أرى أن لاعبي شبيبة القبائل يملكون خبرة أكبر مقارنة بلاعبي الحراش، وهم الذين تعوّدوا على مثل هذه المواعيد الكبرى خاصة بعد مشاركاتهم المتعدّدة في كؤوس إفريقيا، إلا أن هناك إحساسا ينتابني وهو أن الحراش هي التي ستفوز بالكأس، وأتكهّن بأن يكون ذلك بأقل فارق، وأن يتمّ ذلك قبل نهاية التسعين دقيقة. الكأس لم تحترم المنطق يوما”، يقول العيفاوي الذي سألناه عمّا كان سيفعله لو كان لاعبا في الحراش قبل مواجهة القبائل في هذا النهائي، فردّ يقول: “لو كنت لاعبا في الحراش كنت سأفرض رقابة لصيقة على حميتي وأسعى لمنعه من الكرات، يونس أيضا يجب مراقبته وهو الذي يملك خبرة في مثل هذا النوع من المباريات. لكن هناك لاعب آخر خطير من خلال الكرات الثابتة وهو تجار، الذي يجب أن لا نترك له فرصة الحصول على مخالفات قريبة من المرمى وهو الذي يتميّز بتسديداته المتقنة”. صرح لنا لاعب الوفاق الذي ردّ يقول في السؤال ذاته من الجهة المقابلة: “لو كنت لاعبا في القبائل، فاللاعب الذي سأطلب شلّ تحرّكاته وحرمانه من الكرة ليس بوعلام ولا بومشرة ولا أيّ لاعب آخر، وإنما هندو الذي لاحظت من خلال مواجهتنا لهم بأن كلّ كرات الحراش تمرّ عليه، وهو صانع اللعب الحقيقي للفريق ومصدر الخطر الأول”.