أكدت مصادر موريتانية على صلة بملف الإرهاب بالساحل، أن باريس تقترب من تحرير الرهائن الفرنسيين المحتجزين لدى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، عبر التفاوض مع العناصر الإرهابية، مشيرا إلى أن وسطاء مغاربة يقودون المفاوضات بين باريس والتنظيم الإرهابي كشف مصدر موريتاني مطلع ل “الفجر”، عن اقتراب موعد تحرير الرهائن الأربعة الفرنسيين المحتجزين لدى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، الذين تم اختطافهم من دولة النيجر، بعد تحقيق تقدم في المفاوضات التي يقودها وسطاء مغاربة بين باريس والتنظيم الإرهابي، مضيفا أن شروط تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي التي تم تداولها في العديد من المرات و المرتبطة بفدية قدرها 90 مليون أورو مع الانسحاب من أفغانستان، ما هي في حقيقة الأمر إلا تمويها يهدف إلى تحويل أنظار الرأي العام عن حقيقة ما يجري في منطقة الساحل. وأضاف ذات المصدر أن من بين الشروط الحقيقية التي تم الاتفاق بشأنها بين تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وباريس لتحرير الرهائن الفرنسيين الخمسة الذين تحتجزهم العناصر الإرهابية في الساحل، تزويد التنظيم الإرهابي بالأسلحة بقيمة 90 مليون أورو، بعد أن رفضت باريس الشرط في بداية الأمر لضخامة المبلغ، لكن يقول المصدر، رضخت للشرط بعد أن هدد التنظيم الإرهابي بوقف المفاوضات والإقدام على تنفيذ تهديداته باغتيال الرعايا الفرنسيين، وهو ما يخشاه ويتجنبه الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، لما له من انعكاسات سلبية على شعبيته داخل فرنسا، خاصة وهو يسعى لعهدة انتخابية جديدة. وأشار المصدر إلى أن البيان الثاني لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي الذي جدد من خلاله شروط إطلاق سراح الرعايا المحتجزين لديه تندرج ضمن التحذيرات التي أطلقتها العناصر الإرهابية بالساحل باتجاه باريس التي رفضت شرط تسليح التنظيم بما قيمته 90 مليون أورو. وجاء البيان لتأكيد الشرط والمبلغ و تجديد تمسكه بمطالبه. ورجح المصدر ذاته أن تكون باريس قد استجابت لشروط تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي من خلال تسهيل عملية وصول الأسلحة المهربة من مخازن القذافي إلى التنظيم الإرهابي بشمال مالي، وعبر عن استغرابه لتصريحات مختلف المسؤولين الفرنسيين حول خطورة وصول أسلحة ليبية إلى العناصر الإرهابية بالساحل والقوات الفرنسية تتحرك بشكل مكثف منذ مدة وتسيطر على شمال النيجر والتشاد وعلى الحدود الجنوبية لليبيا تحت ذريعة حماية المصالح الفرنسية في المنطقة، مضيفا أنه من المستحيل أن يتمكن الإرهابيون من تهريب الأسلحة من ليبيا بالنظر إلى التحرك الفرنسي في المنطقة لولا، يقول المصدر، التواطؤ غير المعلن بين الطرفين بشكل يوحي إلى وجود أهداف معينة من العملية، وأشار إلى تمكن السلطات الجزائرية من إلقاء القبض على إرهابيين يحاولون تمرير أسلحة عبر الحدود وكذا إحباط عدة محاولات تسلل مع بداية الأزمة الليبية، ما يعني أن اختيار العناصر الإرهابية لمسار ليبيا- الجزائر يؤكد التواجد المكثف للقوات الفرنسية بشمال النيجر والتشاد بما يحول دون التمكن من تهريب الأسلحة قبل الاتفاق بين باريس وتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي بوساطة مغربية لتسهيل عملية التسليح غير المباشر بما قيمته 90 مليون أورو، وفق ما اشتطره التنظيم لتحرير الرهائن الفرنسيين.