انتابت شاب في الثلاثينات من العمر ينحدر من برج الكيفان بالعاصمة، موجة من الجنون والهلوسة، أصبح لا يتحمل حتى نفسه ومن حوله، ويكثر الشجار مع أشقائه، وهذا بسبب فشل مشروع خطبته لإحدى الفتيات، ما أدى في إحدى المرات إلى تخلصه بطريقة “بشعة” من شقيقه المغترب، بتوجيه ضربات قاتلة له، بواسطة المطرقة على مستوى الرأس، لمجرد أنه كانت تنبعث حسب أقواله رائحة كريهة من حذائه وتناوله ل”الشمة” ورميها فيما بعد بالغرفة. افتتحت أمس محكمة الجنايات لمجلس قضاء الجزائر فصلها الثاني لدورتها العادية للسنة الجارية، بمعالجة قضية شدت وأثارت انتباه جميع من حضرها، المتهم فيها المدعو “س. فارس” في الثلاثينات من العمر ينحدر من برج الكيفان بالعاصمة، يعمل كنادل بمقهى، تغير مجرى حياته رأسا على عقب بعد رفض عائلة إحدى الفتيات طلبه خطبتها، فأصيب حسب ما جرى في جلسة محاكمته بالجنون والهلوسة، لدرجة أنه أصبح يتشاجر مع أشقائه لأتفه الأسباب، ما أدى في جانفي 2010 إلى مصرع شقيقه “علي“ الذي كان كثير التردد على إسبانيا، على يديه بطريقة “بشعة”، بعدة ضربات بواسطة المطرقة، ما أدى إلى تهشيم رأسه على الآخر، وهذا بسبب دخول الضحية “علي” إلى الغرفة ونزعه للحذاء ورميه ل “الشمة” بالداخل، ما أثار غضب شقيقه المتهم “س. فارس”، ودخل في مناوشات كلامية معه، ليقرر بعدها فتح النافذة، ويغادر المكان إلى وجهة غير معلومة ويعود وبحوزته مطرقة وينهال على شقيقه “علي” بالضرب على مستوى الرأس إلى أن وضع حدا لحياته. وأفادت والدة “س. فارس” بأن ابنها أصابه الجنون بعد فشله في الزواج من إحدى الفتيات لرفض عائلتها، أصبح بعدها حسب الأم كثير التردد على المصحات العقلية، ويتناول حبوب مهدئة، فيما ذكرت مصادر على اطلاع بالملف أن المتهم في الملف، لم يكن يتناول أثناء الوقائع دواءه، ما زاد من اضطراباته النفسية، ولم يتحمل ممازحة شقيقه الضحية، بالقول بأن لقبه يشبه لحد كبير اسم إحدى الفتيات، فوجه له ضربات قاتلة بالمطرقة للرأس، الحادثة التي وصفتها النيابة العامة ب”العنيفة والبشعة” مشيرة إلى وجود ثلاث خبرات طبية أجريت على المتهم تؤكد بأنه مصاب عقليا، على الرغم من أنها كانت عامة، والتمست النيابة العامة تسليط عقوبة المؤبد ضد “س. فارس”، والذي أدانته المحكمة بالمؤبد مع إعفائه من العقاب ووضعه في مصحة استشفائية إلى غاية شفائه من المرض الذي يعاني منه.