شبّه رئيس جمعية الثامن ماي 1945، خير الدين بوخريصة، إحياء مختلف المجازر التي ارتكبها المستعمر الفرنسي، في حق الجزائريين، بالمهرجانات، وذلك على خلفية التضليل الإعلامي لهذه المناسبات التي لم تنجح لحدّ الآن في الضغط على الحكومة الفرنسية من أجل الاعتراف بجرائمها في حق الشعب الجزائري ولعل ذكرى ال8 ماي 45، التي مرّت مرور الكرام، علينا، مؤخراً، لهي خير دليل على تصريحاته هذه، التي أدلى بها مؤخراً ل”الفجر”، بالإضافة إلى هذا وأوضح المتحدث أن 80 بالمئة من الكتابات التاريخية التي تناولت هذه الجرائم المقترفة ضد الشعب الجزائري أثناء فترة الاستعمار الفرنسي لنا، أنجزت بأقلام فرنسية، لذلك فهي لا تتناول الحقيقة كاملة، تماما كما يفعل مؤرخ بنجامين ستورا، في كتاباته، حيث اعتبر بوخريصة ما يقوم به بنجامين كمن يحمل عصا كتابة التاريخ من الوسط، خاصة وأنه لم يعترف بكل المجازر التي حدثت في سطيف، ڤالمة وخراطة، وبالتالي هو يحمل في فكره خلفية استعمارية، وهذا غير مقبول تماما، باعتبار أن ستورا بصدد كتابة تاريخ الثورة والحركة الوطنية الجزائرية إبّان حرب التحرير المباركة. وأشار المتحدث إلى غياب الدعم المعنوي والمادي لكل المؤرخين والمجاهدين الذين هم بصدد الكتابة عن تاريخ الثورة المجيدة، خاصة وأن مسألة الكتابة عن الثورة التحريرية متعلقة بوزارة المجاهدين فقط، بالإضافة إلى الإقصاء الذي يمارس ضد المجاهدين الذين يرغبون في ترك شهاداتهم الحية للأجيال القادمة، وهو إقصاء منذ القدم، ولا يتعلق فقط بالمرحلة هذه، حيث رفضت السلطات التصريح لطبع أعمال المؤرخ محفوظ قداش، في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين، بالإضافة إلى حالات أخرى تحدث يوميا داخل وزارتي الثقافة والمجاهدين. وعلى هذا الأساس، دعا المتحدث السلطات إلى الالتفاف حول هؤلاء، وتدوين كل صغيرة وكبيرة في تاريخ أمتنا هذه، لأننا إن لم نكتبه نحن سيكتبه غيرنا، وهو ما يحدث بصورة مستمرة في الوسط الفرنسي، وبطريقة خاطئة في الكثيرة من الأحيان، متجاهلين الحقائق التاريخية الهامة في مسار الثورة الجزائرية، حيث لا زالت ولحدّ الساعة تنشر الصحف والمجالات الفرنسية، وفي كل مناسبة تاريخية متعلقة بنا، اعترافات وشهادات تقزم من حجم الكوارث الإنسانية التي ارتكبها المستعمر الفرنسي، ضد الشعب الجزائري، فمنهم من يصف أحداث 8 ماي 45 مثلا ب”فوضويون عرب”، وآخرون يصفونها ب”أحداث الجزائر”، وكأن بالشعب الجزائري هو الذي ارتكب هذه المجازر في حق نفسه وأمته ووطنه. وفي سياق متصل، أوضح المتحدث أنه يمتلك أرشيفا معتبراً، لكل المجازر التي حدث في الثامن من ماي 1945، بكل من منطقة سطيف، وهو يعمل حاليا على جمع كل الأرشيف المتعلق بهذه الأحداث في مختلف المدن الواقعة بالشرق الجزائري.