دعا المشاركون في أشغال الأيام السادسة للبحث في الإنتاج الحيواني بجامعة مولود معمري بتيزي وزو، إلى ضرورة تكثيف الأنماط الزراعية التي تراعي الخصائص البيئية لكل منطقة عبر ربوع الوطن، مع وجوب المرافقة التقنية للمزارعين ومربي المواشي للمحافظة على التنوع البيولوجي قصد المساهمة الفعالة في إنجاح برامج التجديد الفلاحي والريفي من خلال تنسيق الجهود في مجال البحث بمخابر البحث التابعة ل 23 جامعة وطنية. أكد المتدخلون الذين يمثلون مختلف جامعات ومعاهد الوطن أن الإنتاج الحيواني في الجزائر مايزال يعرف تأخرا كبيرا، بالرغم من برامج التنمية التي استحدثها الوزارة الوصية مؤخرا، ما يستدعي - حسبهم - التعجيل في ضبط رزنامة دورات الإرشاد الفلاحي وكذا التكثيف من التدخلات والأعمال المرافقة للمربين والمزراعين وكذا موالي الولايات المعنية، لاسيما الجنوبية منها التي كثيرا ما تكون عرضة التصحر، ما يؤثر سلبا على المردود الحيواني فيها، مع وجوب المراقبة الدورية لمدى فعالية ونجاعة نشاط الإنتاج الحيواني فيها. وقد اقترح المشاركون، الذين راهنوا في المقابل على سياسة عقود النجاعة للنهوض بالثروة الحيوانية، إنشاء محميات بإشراك جمعيات مهنية وشركاء قطاع الفلاحة على مستوى الولايات بهدف الحفاظ على نمط الحياة الاجتماعية، إلى جانب طرحهم إشكالية تحديدهم للأراضي الرعوية بسبب الرعي المتكرر بنفس الرقعة، لاسيما بمناطق الهضاب العليا للوطن الممتدة على مساحة 32 مليون هكتار، منها 13 مليون هكتار تقلص مردود الوحدات العلفية عبرها بأقل من 50 وحدة علفية للهكتار لكل عام، ما قلص احتياجات الماشية إلى حدود 25 بالمائة، الأمر الذي دفع بالكثير من المربين إلى تغيير الحرفة، وهو الإشكال الذي اعتبره المشاركون بالمهدد للثورة الحيوانية المحلية، لاسيما الماشية والحيوانات الأخرى على غرار الماعز، داعين إلى المساهمة الجادة في خلق مشاريع الاستصلاح الفلاحي للتقليل من هذا المشكل. فضلا عن ذلك، دعا المختصون في علم البيئة والإنتاج الحيواني إلى ضرورة توفر قاعدة معلوماتية عن العوامل التي ستساعد في محاربة مختلف الظواهر المهددة للبيئة على غرار التصحر، وكذا إعداد دراسات تخص الغطاء النباتي والتربة، إلى جانب الأنواع العلفية التي تتلائم وطبيعة كل منطقة، وهي الخطوة التي تمهد - حسبهم - لتحسين أنظمة التغذية من خلال الاعتماد على التسير التقني لتربية الحيوانات مع الترقية الجينية باتباع أساليب التكاثر العصرية.