في وقت احتشد فيه، أمس، شباب ثورة 25 يناير في ميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية القاهرة لتقديم رسالة واضحة مفادها أن ثوار مصر مازالوا قادرين على الاحتشاد والتجمع في وحدة تهدف إلى استقرار ونهضة مصر ونبذ الفتنة الطائفية التي يؤججها أعداء الثورة في ظل الغياب الأمني، خرج الآلاف من الإسلاميين ومنذ فجر أمس في مسيرات حاشدة أطلقوا عليها “جمعة النفير” أو “جمعة الزحف” دعما للانتفاضة الفلسطينية الثالثة، والتي استكمل فاعليتها بالتحرير عبر أداء صلاة الجمعة ثم انطلقوا في قوافل إلى معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة الدبابات الإسرائيلية تتوغل إلى قطاع غزة من جهة ثانية، أعلن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، ترشحه لرئاسية مصر، مشيرا إلى أنه سيترشح بصفة مستقل وليس بصفة ممثل عن الإخوان، وأنه لن يمثل جماعة الإخوان المسلمين أو أي اتجاه إسلامي آخر، ولكنه سيمثل مصر، معتبرا نفسه مرشحا عن الأزهر والكنيسة واليسار والليبراليين. وأضاف في تصريح مثير أنه سيرفض الترشح ممثلا عن جماعة الإخوان المسلمين إذا طالبوه بذلك، مؤكدا أنه سيكون ممثلا لمصر بكل أطيافها، معلنا موافقته على ترشيح القبطى والمرأة للرئاسة، مؤكدا أنه حقهم الذى يكفله لهم الدستور وبأنه قد يختار نائبا قبطيا أو امرأة. ويشعر الغرب وعلمانيون في مصر بالقلق بشأن حجم السلطة التي قد يفوز بها الإخوان بعد أول انتخابات تشهدها مصر منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في فبراير. وكان الحكم الشمولي الذي عاشته مصر لعقود قد منع أي ظهور لمنافسين محتملين. وسعى الاخوان الذين يشكلون أكبر فصيل إسلامي في مصر إلى تهدئة المخاوف بالقول إنهم لن يتقدموا بمرشح للرئاسة وأنهم لن يسعوا للفوز بأغلبية في انتخابات برلمانية مقررة في سبتمبر، حيث ستتنافس الجماعة على 50 في المئة فقط من مقاعد البرلمان المصري. وكانت الجماعة محظورة من الناحية الرسمية لكن يسمح لها بالنشاط في حدود في عهد مبارك الذي استخدم المحاكمات العسكرية والمداهمات الأمنية لقمع الاخوان لكنهم حافظوا على قاعدة شعبية من خلال العمل الخيري والاجتماعي. وقال أبو الفتوح إن الاخوان سيحصلون على نحو 25 في المئة من المقاعد في البرلمان الجديد وإن اختيار الناخبين المصريين الآن لمرشحي الإخوان لن يكون احتجاجا بفضل فتح آفاق للديمقراطية. هذا وأكدت تقارير إعلامية أن عددا من الآليات العسكرية الإسرائيلية، توغلت، أمس، نحو شرق محافظة خان يونس جنوب شرق قطاع غزة، وسط إطلاق نار تجاه منازل وأراضي المواطنين الفلسطينيين. وأكد خبراء أن دعوات التيارات الإسلامية المصرية للزحف نحو معبر رفح تدفع بإسرائيل لإيجاد ذريعة لشن حرب على قطاع غزة.